وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عطف على الجمل الفعلية نظائر هذه وهي جمل ( فزعوا وأخذوا وقالوا ) أي وحال زجهم في النار بينهم وبين ما يأملونه من النجاة بقولهم ( آمنا به ) . وما يشتهونه هو النجاة من العذاب أو عودتهم إلى الدنيا فقد حكي عنهم في آيات أخرى أنهم تمنوه ( فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) ( ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ) .
والتشبيه في قوله ( كما فعل بأشياعهم من قبل ) تشبيه للحيلولة بحيلولة أخرى وهي الحيلولة بين بعض الأمم وبين الإمهال حين حل بهم عذاب الدنيا مثل فرعون وقومه إذ قال ( آمنت أنه لا آله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) وكذلك قوم نوح حين رأوا الطوفان وما من أمة حل بها عذاب إلا وتمنت الإيمان حينئذ فلم ينفعهم إلا قوم يونس .
A E والأشياع : المشابهون في النحلة وإن كانوا سالفين . وأصل المشايعة المتابعة في العمل والحلف ونحوه ثم أطلقت هنا على مطلق المماثلة على سبيل المجاز المرسل بقرينة قوله ( من قبل ) أي كما فعل بأمثالهم في الدنيا من قبل وأما يوم الحشر فإنما يحال بينهم وبين ما يشتهون وكذلك أشياعهم في وقت واحد .
وفائدة هذا التشبيه تذكير الأحياء منهم وهم مشركوا أهل مكة بما حل بالأمم من قبلهم ليوقنوا أن سنة الله واحدة وانهم لا تنفعهم أصنامهم التي زعموها شفعاء عند الله .
وجملة ( إنهم كانوا في شك مريب ) مسوقة لتعليل الجمل التي قبلها . وفعل بهم جميع ما سمعت لأنهم كانوا في حياتهم في شك من ذلك اليوم وما وصف لهم من أهواله .
وإنما جعلت حالتهم شكا لأنهم كانوا في بعض الأمور شاكين وفي بعضها موقنين ألا ترى قوله تعالى ( قلتم ما ندري ما الساعة إن تظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ) . وإذا كان الشك مفضيا إلى تلك العقوبة فاليقين أولى بذلك ومآل الشك واليقين بالانتفاء واحد إذ ترتب عليهما عدم الإيمان به وعدم النظر في دليله .
ويجوز أن تكون جملة ( إنهم كانوا في شك مريب ) مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئة عن سؤال يثيره قوله ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) كأن سائلا سأل هل كانوا طامعين في حصول ما تمنوه ؟ فأجيب بأنهم كانوا يتمنون ذلك ويشكون في استجابته فلما حيل بينهم وبينه غشيهم اليأس واليأس بعد الشك أوقع في الحزن من اليأس المتأصل .
والمريب : الموقع في الريب . والريب : الشك فوصف الشك به وصف له بما هو مشتق من مادته لإفادة المبالغة كقولهم : شعر شاعر وليل أليل أو ليل داج . ومحاولة غير هذا تعسف .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة فاطر .
سميت ( سورة فاطر ) في كثير من المصاحف في المشرق والمغرب وفي كثير من التفاسير . وسميت في صحيح البخاري وفي سنن الترمذي وفي كثير من المصاحف والتفاسير ( سورة الملائكة ) لا غير . وقد ذكر لها كلا الاسمين صاحب الإتقان .
فوجه تسميتها ( سورة فاطر ) أن هذا الوصف وقع في طالعة السورة ولم يقع في أول سورة أخرى . ووجه تسميته ( سورة الملائكة ) أنه ذكر في أولها صفة الملائكة ولم يقع في سورة أخرى .
وهي مكية بالاتفاق وحكى الآلوسي عن الطبرسي أن الحسن استثنى آيتين : آية ( أن الذين يتلون كتاب الله ) الآية وآية ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) الآية ولم أر هذا لغيره .
وهذه السورة هي الثالثة والأربعون في ترتيب نزول سورة القرآن . نزلت بعد سورة الفرقان وقبل سورة مريم .
وقد عدت آيها في عد أهل المدينة والشام ستا وأربعين وفي عد أهل مكة والكوفة خمسا وأربعين .
أغراض هذه السورة .
اشتملت هذه السورة على إثبات تفرد الله تعالى بالإلهية فافتتحت بما يدل على أنه مستحق الحمد على ما أبدع من الكائنات الدال إبداعها على تفرده تعلى بالإلهية .
وعلى إثبات صدق الرسول A فيما جاء به وأنه جاء به الرسل من قبله . وإثبات البعث والدار الآخرة .
وتذكير الناس بإنعام الله عليهم بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد وما يعبد المشركون من دونه لا يغنون عنهم شيئا وقد عبدهم الذين من قبلهم فلم يغنوا عنهم .
وتثبيت النبي A على ما يلاقيه من قومه .
وكشف نواياهم في الإعراض عن إتباع الإسلام لأنهم احتفظوا بعزتهم .
وإنذارهم أن يحل بهم ما حل بالأمم المكذبة قبلهم .
والثناء على الذين تلقوا الإسلام بالتصديق وبضد حال المكذبين