وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمن : ذكر النعمة والإحسان ليراعيه المحسن إليه للذاكر وهو يكون صريحا مثل قول سبرة بن عمرو الفقعسي : .
أتنسى دفاعي عنك إذ أنت مسلم ... وقد سال من ذل عليك قراقر ويكون بالتعريض بأن يذكر المان من معاملته مع المنون عليه ما هو نافعه مع قرينة تدل على أنه لم يرد مجرد الإخبار مثل قول الراعي مخاطبا عبد الملك بن مروان : .
فآزرت آل أبي خبيب وافدا ... يوما أريد لبيعتي تبديلا أبو خبيب : كنية عبد الله بن الزبير .
وكانت مقالة بني أسد مشتملة على النوعين من المن لأنهم قالوا " ولم نقاتلك كما قاتلك محارب وغطفان وهوازن " وقالوا " وجئناك بالأثقال والعيال " .
و ( أن أسلموا ) منصوب بنزع الخافض وهو باء التعدية يقال : من عليه بكذا وكذلك قوله ( لا تمنوا علي إسلامكم ) إلا أن الأول مطرد مع ( أن ) و ( أن ) والثاني سماعي وهو كثير .
وهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم آمنا كما حكاه الله آنفا وسماه هنا إسلاما لقوله ( ولكن قولوا أسلمنا ) أي أن منوا به عليك إسلام لا إيمان .
وأثبت بحرف ( بل ) أن ما منوا به إن كان إسلاما حقا موافقا للإيمان فالمنة لله لأن هداهم إليه فأسلموا عن طواعية .
A E وسماه الآن إيمانا مجاراة لزعمهم لأن المقام مقام كون المنة لله فمناسبة مسابرة زعمهم أنهم آمنوا أي لو فرض أنكم آمنتم كما تزعمون فإن إيمانكم نعمة أنعم الله بها عليكم .
ولذلك ذيله بقوله ( إن كنتم صادقين ) فنفى أولا أن يكون ما يمنون به حقا ثم أفاد ثانيا أن يكون الفضل فيما ادعوه لهم لو كانوا صادقين بل هو فضل الله .
وقد أضيف إسلام إلى ضميرهم لأنهم أتوا بما يسمى إسلاما لقوله ( ولكن قولوا أسلمنا ) .
وأتي بالإيمان معرفا بلام الجنس لأنه حقيقة في حد ذاته وأنهم ملابسوها .
وجيء بالمضارع في ( يمنون ) مع أن منهم بذلك حصل فيما مضى لاستحضار حالة منهم كيف يمنون بما لم يفعلوا مثل المضارع في قوله تعالى ( ويسخرون من الذين آمنوا ) في سورة البقرة .
وجيء بالمضارع في قوله ( بل الله يمن عليكم ) لأنه من مفروض لأن الممنون به لما يقع .
وفيه من الإيذان بأنه سيمن عليهم بالإيمان ما في قوله ( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) وهذا من التفنن البديع في الكلام ليضع السامع مع كل فن منه في قراره ومثلهم من يتفطن لهذه الخصائص .
وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي لإفادة التقوية مثل : هو يعطي الجزيل كما مثل به عبد القاهر .
( إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون [ 18 ] ) ذيل تقويمهم على الحق بهذا التذييل ليعلموا أن الله لا يكتم وأنه لا يكذب لأنه يعلم كل غائبة في السماء والأرض فإنهم كانوا في الجاهلية لا تخطر ببال كثير منهم أصول الصفات الإلهية .
وربما علمها بعضهم مثل زهير في قوله : .
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ... ليخفى فمهما يكتم الله يعلم " ولعل ذلك من آثار تنصره " .
وتأكيد الخبر ب ( إن ) لأنهم بحال من ينكر أن الله يعلم الغيب فكذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم مع علمهم أنه مرسل من الله فكان كذبهم عليه مثل الكذب على الله .
وقد أفادت هذه الجملة تأكيد مضمون جملتي ( والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ) ( والله بكل شيء عليم ) ولكن هذه زادت بالتصريح بأنه يعلم الأمور الغائبة لئلا يتوهم متوهم أن العمومين في الجملتين قبلها عمومان عرفيان قياسا على علم البشر .
وجملة ( والله بصير بما تعملون ) معطوف على جملة ( إن الله يعلم غيب السماوات والأرض ) عطف الأخص على الأعم لأنه لما ذكر أنه يعلم الغيب وكان شأن الغائب أن لا يرى عطف عليه علمه بالمبصرات احتراسا من أن يتوهموا أن الله يعلم خفايا النفوس وما يجول في الخواطر ولا يعلم المشاهدات نظير قول كثير من الفلاسفة : إن الخالق يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات ولهذا أوثر هنا وصف ( بصير ) .
وقرأ الجمهور ( بما تعملون ) بتاء الخطاء . وقرأه ابن كثير بياء الغيبة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة ق .
سميت في عصر الصحابة ( سورة ق ) " ينطق بحروف : قاف بقاف وألف وفاء "