وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإضافة ( حق ) إلى ( اليقين ) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي لهو اليقين الحق . وذلك أن الشيء إذا كان كاملا في نوعه وصف بأنه حق ذلك الجنس كما في الحديث " لأبعثن معكم أمينا حق أمين " . فالمعنى : أن الذي قصصنا عليك في هذه السورة هو اليقين حق اليقين كما يقال : زيد العالم حق عالم . ومآل هذا الوصف إلى توكيد اليقين فهو بمنزلة ذكر مرادف الشيء وإضافة المترادفين تفيد معنى التوكيد فلذلك فسروه بمعنى : أن هذا يقين اليقين وصواب الصواب . نريد : أنه نهاية الصواب . قال ابن عطية : وهذا أحسن ما قيل فيه .
A E ويجوز أن تكون الإضافة بيانية على معنى ( من ) وحقيقته على معنى اللام بتقدير : لهو حق الأمر اليقين وسيجيء نظير هذا التركيب في سورة الحاقة . وسأبين هنالك ما يزيد على ما ذكرته هنا فانظره هنالك .
وقد اشتمل هذا التذييل على أربعة مؤكدات وهي : " إن ولام الابتداء وضمير الفصل وإضافة شبه المترادفين " .
( فسبح باسم ربك العظيم [ 96 ] ) تفريع على تحقيق أن ما ذكر هو اليقين حقا فأن ما ذكر يشتمل على عظيم صفات الله وبديع صنعه وحكمته وعدله ويبشر النبي A وأمته بمراتب من الشرف والسلامة على مقادير درجاتهم وبنعمة النجاة مما يصير إليه المشركون من سوء العاقبة فلا جرم كان حقيقا بأن يؤمر بتسبيح الله تسبيحا استحقه لعظمته والتسبيح ثناء فهو يتضمن حمدا لنعمته وما هدى إليه من طرق الخير وقد مضى تفصيل القول في نظيره من هذه السورة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الحديد .
هذه السورة تسمى في عهد الصحابة ( سورة الحديد ) فقد وقع في حديث إسلام عمر بن الخطاب عند الطبراني والبزاز أن عمر دخل على أخته قبل أن يسلم فإذا صحيفة فيها أول سورة الحديد فقرأه حتى بلغ ( آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) فأسلم وكذلك سميت في المصاحف وفي كتب السنة لوقوع لفظ ( الحديد ) فيها في قوله تعالى ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) .
وهذا اللفظ وإن ذكر في سورة الكهف في قوله تعالى ( آتوني زبر الحديد ) وهي سابقة في النزول على سورة الحديد على المختار فلم تسم به لأنها سميت باسم الكهف للاعتناء بقصة أهل الكهف ولأن الحديد الذي ذكر هنا مراد به حديد السلاح من سيوف ودروع وخوذ تنويها به إذا هو أثر من آثار حكمة الله في خلق مادته وإلهام الناس صنعه لتحصل به منافع لتأييد الدين ودفاع المعتدين كما قال تعالى ( فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ) .
وفي كون هذه السورة مدنية أو مكية اختلاف قوي لم يختلف مثله في غيرها فقال الجمهور : مدنية . وحكى ابن عطية عن النقاش : أن ذلك إجماع المفسرين وقد قيل : إن صدرها مكي لما رواه مسلم في صحيحه والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن مسعود أنه قال " ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية ( ألم يإن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) إلى قوله ( وكثير منهم فاسقون ) إلا أربع سنين " . عبد الله بن مسعود أول الناس إسلاما فتكون هذه الآية مكية .
وهذا يعارضه ما رواه ابن مردويه عن أنس وابن عباس : أن نزول هذه الآية بعد ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة من ابتداء نزول القرآن فيصار إلى الجمع بين الروايتين أو الترجيح ورواية مسلم وغيره عن ابن مسعود أصح سندا وكلام ابن مسعود يرجح على ما روي عن أنس وابن عباس لأنه أقدم إسلاما وأعلم بنزول القرآن وقد علمت آنفا أن صدر هذه السورة كان مقروءا قبل إسلام عمر بن الخطاب . قال ابن عطية " يشبه صدرها أن يكون مكيا والله أعلم ولا خلاف أن فيها قرآنا مدنيا " اه .
وروي أن نزولها كان يوم ثلاثاء استنادا إلى حديث ضعيف رواه الطبراني عن ابن عمر ورواه الديلمي عن جابر بن عبد الله .
وأقول الذي يظهر أن صدرها مكي كما توسمه ابن عطية وأن ذلك ينتهي إلى قوله ( وإن الله بكم لرؤوف رحيم ) وأن ما بعد ذلك بعضه نزل بالمدينة كما تقتضيه معانيه مثل حكاية أقوال المنافقين وبعضه نزل بمكةمثل آية ( ألم يإن للذين آمنوا ) الآية كما في حديث مسلم . ويشبه ان يكون آخر السورة قوله ( إن الله قوي عزيز ) نزل بالمدينة ألحق بهذه السورة بتوقيف من النبي A في خلالها أو في آخرها