وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وخشوع الأبصار استعارة للنظر إلى أسفل من الذل كما قال تعالى ( ينظرون من طرف خفي ) وقال ( خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر ) . وأصل الخشوع : ضهور الطاعة أو المخافة على الإنسان .
والرهق : الغشيان أي التغطية بساتر وهو استعارة هنا لأن الذل لا تغشى .
وجملة ( ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ) فذلكه لما تضمنته السورة في أول أغراضها من قوله ( بعذاب واقع ) إلى قوله ( في يوم كان مقداره ) الآيات وهي مفيدة مع ذلك تأكيد جملة ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) . وفيها محسن رد العجز على الصدر .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة نوح .
بهذا الاسم سميت هذه السورة في المصاحف وكتب التفسير وترجمها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه بترجمة ( سورة إنا أرسلنا نوحا ) . ولعل ذلك كان الشائع في كلام السلف ولم يترجم لها الترمذي في جامعه .
وهي مكية بالاتفاق .
A E وعدت الثالثة والسبعين في ترتيب نزول السور نزلت بعد نزول أربعين آية من سورة النحل وقبل سورة الطور .
وعد العادون بالمدينة ومكة آيها ثلاثين آية وعدها أهل البصرة والشام تسعا وعشرين آية وعدها أهل الكوفة ثمانا وعشرين آية .
أغراضها .
أعظم مقاصد السورة ضرب المثل للمشركين بقوم نوح وهم أول المشركين الذين سلط عليهم عقاب في الدنيا وهو أعظم عقاب أعني الطوفان . وفي ذلك تمثيل لحال النبي A مع قومه بحالهم .
وفيها تفصيل كثير من دعوة نوح عليه السلام إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام وإنذاره قومه بعذاب أليم واستدلاله لهم ببدائع صنع الله تعالى وتذكيرهم بيوم البعث .
وتصميم قومه على عصيانه وعلى تصلبهم في شركهم .
وتسمية الأصنام التي كانوا يعبدونها .
ودعوة نوح على قومه بالاستئصال .
وأشارت إلى الطوفان .
ودعاء نوح بالمغفرة له وللمؤمنين وبالتبار للكافرين كلهم .
وتخلل ذلك إدماج وعد المطيعين بسعة الأرزاق وإكثار النسل ونعيم الجنة .
( إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم [ 1 ] ) افتتاح الكلام بالتوكيد للاهتمام بالخبر إذ ليس المقام لرد إنكار منكر ولا دفع شك عن متردد في هذا الكلام . وكثيرا ما يفتتح بلغاء العرب أول الكلام بحرف التوكيد لهذا الغرض وربما جعلوا ( إن ) داخلة على ضمير الشأن في نحو قوله تعالى ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أن لا تعلوا علي ) الآية .
وذكر نوح عليه السلام مضى في سورة آل عمران . وتقدم أن هذا الاسم غير عربي وأنه مشتق من مادة النوح .
و ( أن أنذر قومك ) إلى آخره هو مضمون ما أرسل به نوح إلى قومه ف ( أن ) تفسيرية لأنها وقعت بعد ( أرسلنا ) . وفيه معنى القول دون حروفه . ومعنى ( من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ) أنه يخوفهم غضب الله تعالى عليهم إذ عبدوا الأصنام ولم يتقوا الله ولم يطيعوا ما جاءهم به رسوله فأمره الله أن ينذرهم عذابا يأتيهم من الله ليكون إنذاره مقدما على حلول العذاب . وهذا يقتضي أنه أمر بأن يعلمهم بهذا العذاب وأن الله وقته بمدة بقائهم بعد الشرك بعد إبلاغ نوح إليهم ما أرسل به في مدة يقع الإبلاغ في مثلها فحذف متعلق فعل ( أنذر ) لدلالة ما يأتي بعده من قوله ( أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون ) .
وحرف ( من ) زائد للتوكيد أي قبل أن يأتيهم عذاب فهي قبلية مؤكدة وتأكيدها باعتبار تحقيق ما أضيف إليه ( قبل ) .
و ( قوم نوح ) هم الناس الذين كانوا عامرين الأرض يومئذ إذ لا يوجد غيرهم على الأرض كما هو ظاهر حديث الشفاعة وذلك صريح ما في التوراة .
والقوم : الجماعة من الناس الذين يجمعهم موطن واحد أو نسب واحد برجالهم ونسائهم وأطفالهم .
وإضافة ( قوم ) إلى ضمير ( نوح ) لأنه أرسل إليهم فلهم مزيد اختصاص به ولأنه واحد منهم وهم بين أبناء له وأنسباء فإضافتهم إلى ضميره تعريف لهم إذ لم يكن لهم اسم خاص من أسماء الأمم الواقعة من بعد .
وعدل عن أن يقال له : أنذر الناس إلى قوله ( أنذر قومك ) إلهابا لنفس نوح ليكون شديد الحرص على ما فيه نجاتهم من العذاب فإن فيهم أبناءه وقرابته وأحبته وهم عدد تكون بالتوالد في بني آدم في مدة ستمائة سنة من حلول جنس الإنسان على الأرض . ولعل عددهم يوم أرسل نوح إليهم لا يتجاوز بضعة آلاف