وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( ما قدمت يداه ) هو ما أسفله من الأعمال في الدنيا من خير أو شر فلا يختص بما عمله من السيئات فقد قال تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء ) الآية .
وقوله ( ما قدمت يداه ) إما مجاز مرسل بإطلاق اليدين على جميع آلات الأعمال وإما أن يكون بطريقة التمثيل بتشبيه هيئة العامل لأعماله المختلفة بهيئة الصانع للمصنوعات بيديه كما قالوا في المثل " يداك أوكتا " ولو كان ذلك على قول بلسانه أو مشي برجليه .
ولا يحسن أن يجعل ذكر اليدين من التغليب لأن خصوصية التغليب دون خصوصية التمثيلية .
وشمل ( ما قدمت يداه ) الخير والشر .
وخص بالذكر من عموم المرء الإنسان الكافر الذي يقول ( يا ليتني كنت ترابا ) لأن السورة أقيمت على إنذار منكري البعث فكان ذلك وجه تخصيصه بالذكر أي يوم يتمنى الكافر أنه لم يخلق من الأحياء فضلا عن أصحاب العقول المكلفين بالشرائع أي يتمنى أن يكون غير مدرك ولا حساس بأن يكون أقل شيء مما لا إدراك له وهو التراب وذلك تلهف وتندم على ما قدمت يداه من الكفر .
وقد كانوا يقولون ( أإذا كنا ترابا ورفاتا إنا لمبعوثون ) فجعل الله عقابهم بالتحسر وتمني أن يكونوا من جنس التراب .
وذكر وصف الكافر يفهم منه أن المؤمن ليس كذلك لأن المؤمن وإن عمل بعض السيئات وتوقع العقاب على سيئاته فهو يرجو أن تكون عاقبته إلى النعيم وقد قال الله تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ) وقال ( ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) فالمؤمنون يرون ثواب الإيمان وهو أعظم ثواب وثواب حسناتهم على تفاوتهم فيها ويرجون المصير إلى ذلك الثواب وما يرونه من سيئاتهم لا يطغي على ثواب حسناتهم فهم كلهم يرجون المصير إلى النعيم وقد ضرب الله لهم أو لمن يقاربهم مثلا بقوله ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ) على ما في تفسيرها من وجوه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة النازعات .
سميت في المصاحف وأكثر التفاسير ( سورة النازعات ) بإضافة سورة إلى النازعات بدون واو جعل لفظ ( النازعات ) علما عليها لأنه لم يذكر في غيرها . وعنونت في كتاب التفسير من صحيح البخاري في كثير من كتب المفسرين بسورة ( والنازعات ) بإثبات الواو على حكاية أول ألفاظها .
وقال سعد الله الشهير بسعدي والخفاجي : إنها تسمى ( سورة الساهرة ) لوقوع لفظ ( الساهرة ) في أثنائها ولم يقع في غيرها من السور .
وقالا : تسمى سورة الطامة " أي لوقوع لفظ الطامة فيها ولم يقع في غيرها " ولم يذكرها في الإتقان في عداد السور التي لها أكثر من اسم .
ورأيت في مصحف مكتوب بخط تونسي عنون اسمها ( سورة فالمدبرات ) وهو غريب لوقوع لفظ المدبرات فيها ولم يقع في غيرها .
وهي مكية بالاتفاق .
وهي معدودة الحادية والثمانين في ترتيب النزول نزلت بعد سورة النبأ وقبل سورة الانفطار .
وعدد آيها خمس وأربعون عند الجمهور وعدها أهل الكوفة ستا وأربعين آية .
أغراضها .
اشتملت على إثبات البعث والجزاء وإبطال إحالة المشركين وقوعه .
وتهويل يومه وما يعتري الناس حينئذ من الوهل .
وإبطال قول المشركين بتعذر الإحياء بعد انعدام الأجساد .
A E وعرض بأن نكرانهم إياه منبعث عن طغيانهم فكان الطغيان صادا لهم عن الإصغاء إلى الإنذار بالجزاء فأصبحوا آمنين في أنفسهم غير مترقبين حياة بعد هذه الحياة الدنيا بأن جعل مثل طغيانهم كطغيان فرعون وإعراضه عن دعوة موسى عليه السلام وإن لهم في ذلك عبرة وتسلية لرسول الله A .
وانعطف الكلام إلى الاستدلال على إمكان البعث بأن خلق العوالم وتدبير نظامه أعظم من إعادة الخلق .
وأدمج في ذلك إلفات إلى ما في خلق السماوات والأرض من دلائل على عظيم قدرة الله تعالى .
وأدمج فيه امتنان في خلق هذا العالم من فوائد يجتنونها وأنه إذا حل عالم الآخرة وانقرض عالم الدنيا جاء الجزاء على الأعمال بالعقاب والثواب