وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقسم بالنجوم في هذه الحالة لأنها مظهر من مظاهر القدرة الربانية كقوله تعالى ( والنجم إذا هوى ) .
ويحتمل أن تكون ( النازعات ) جماعات الرماة بالسهام في الغزو يقال : نزع في القوس إذا مدها عند وضع السهم فيها . وروي هذا عن عكرمة وعطاء .
والغرق : الإغراق أي استيفاء مد القوس بإغراق السهم فيها فيكون قسما بالرماة من المسلمين الغزاة لشرفهم بأن غزوهم لتأييد دين الله ولم تكن للمسلمين وهم بمكة يومئذ غزوات ولا كانوا يرجونها فالقسم بها إنذار للمشركين بغزوة بدر التي كان فيها خضد شوكتهم فيكون من دلائل النبوءة ووعد وعده الله رسوله A .
والناشطات : يجوز أن تكون الموصوفات بالنشاط وهو قوة الانطلاق للعمل كالسير السريع . ويطلق النشاط على سير الثور الوحشي وسير البعير لقوة ذلك فيكون الموصوف إما الكواكب السيارة على وجه التشبيه لدوام تنقلها في دوائرها وإما إبل الغزو وإما الملائكة التي تسرع إلى تنفيذ ما أمر الله به من أمر التكوين وكلاهما على وجه الحقيقة وأياما كان فعطفها على ( النازعات ) عطف نوع على نوع أو عطف صنف على صنف .
و ( نشطا ) مصدر جاء على مصدر فعل المتعدي من باب نصر فتعين أن ( الناشطات ) فاعلات النشط فهو متعد .
وقد يكون مفضيا لإرادة النشاط الحقيقي لا المجازي . ويجوز أن يكون التأكيد لتحقيق الوصف لا لرفع احتمال المجاز .
وعن ابن عباس : الناشطات الملائكة تنشط نفوس المؤمنين وعنه هي نفوس المؤمنين تنشط للخروج .
و ( السابحات ) صفة من السبح المجازي وأصل السبح العوم وهو تنقل الجسم على وجه الماء مباشرة وهو هنا مستعار لسرعة الانتقال فيجوز أن يكون المراد الملائكة السائرين في أجواء السماوات وآفاق الأرض وروي عن علي بن ابي طالب .
ويجوز أن يراد خيل الغزاة حين هجومها على العدو سريعة كسرعة السابح في الماء كالسابحات في قول امريء القيس يصف فرسا : .
مسح اذ ما السابحات على الوغى ... أثرن الغبار بالكديد المركل وقيل : ( السابحات ) النجوم وهو جار على قول من فسر النازعات بالنجوم . ( وسبحا ) مصدر مؤكد لإفادة التحقيق من التوسل إلى تنويه للتعظيم . وعطف ( فالسابقات ) بالفاء يؤذن بأن هذه الصفة متفرعة عن التي قبلها لأنهم يعطفون بالفاء الصفات التي من شأنها أن يتفرع بعضها عن بعض كما تقدم في قوله تعالى ( والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا ) وقول ابن زيابة : .
يا لهف زيابة للحارث الص ... ابخ فالغائم فالآيب فلذلك ( فالسابقات ) هي السابقات من السابحات .
والسبق : تجاوز السائر من يسير معه ووصوله إلى المكان المسير إليه قبله . ويطلق السبق على سرعة الوصول من دون وجود سائر مع السابق قال تعالى ( فاستبقوا الخيرات ) وقال ( أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) .
ويطلق السبق على الغلب والقهر ومنه قوله تعالى ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم ) وقول مرة بن عداء الفقعسي : .
كأنك لم تسبق من الدهر ليلة ... إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب فقوله تعالى ( فالسابقات سبقا ) يصلح للحمل على هذه المعاني على اختلاف محامل وصف السابحات بما يناسب كل احتمال على حياله بأن يراد السائرات سيرا سريعا فيما تعلمه . أو المبادرات . وإذا كان ( السابحات ) بمعنى الخيل كان ( السابقات ) إن حمل على معنى المسرعات كناية عن عدم مبالاة الفرسان بعدوهم وحرصهم على الوصول إلى أرض العدو أو على معنى غلبهم أعداءهم .
A E وأكد بالمصدر المرافد لمعناه وهو ( سبقا ) للتأكيد ودلالة التنكير على عظم ذلك السبق .
والمدبرات : الموصوفة بالتدبير .
والتدبير : جولان الفكر في عواقب الأشياء وبإجراء الأعمال على ما يليق بما توجد له فإن كانت السابحات جماعات الملائكة فمعنى تدبيرها تنفيذ ما نيط بعدتها على أكمل ما أذنت به فعبرت عن ذلك بالتدبير للأمور لأنه يشبه فعل المدبر المتثبت