وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقديم ( اليوم ) على ( يضحكون ) للاهتمام به لأنه يوم الجزاء العظيم الأبدي وقوله ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) في اتصال نظمه بما قبله غموض . وسكت عنه جميع المفسرين عدا ابن عطية . ذلك أن تعريف اليوم باللام مع كونه ظرفا منصوبا يقتضي أن اليوم مراد به يوم حاضر في وقت نزول الآية نظير وقت كلام المتكلم إذا قال : اليوم يكون كذا يتعين أنه يخبر عن يومه الحاضر فليس ضحك الذين آمنوا على الكفار بحاصل في وقت نزول الآية وإنما يحصل يوم الجزاء ولا يستقيم تفسير قوله ( فاليوم ) بمعنى : فيوم القيامة الذين آمنوا يضحكون من الكفار لأنه لو كان كذلك لكان مقتضى النظم أن يقال فيومئذ الذين آمنوا من الكفار يضحكون . وابن عطية استشعر إشكالها فقال " ولما كانت الآيات المتقدمة قد نيطت بيوم القيامة وأن الويل يومئذ للمكذبين ساغ أن يقول ( فاليوم ) على حكاية ما يقال يومئذ وما يكون " اه .
وهو انقداح زناد يحتاج في تنوره إلى أعواد .
فإما أن نجعل ما قبله متصلا بالكلام الذي يقال لهم يوم القيامة ابتداء من قوله ( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) إلى هنا كما تقدم .
وإما أن يجعل قوله ( فاليوم الذين آمنوا ) الخ مقول قول محذوف دل عليه قوله في الآية قبله ( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) . والتقدير : ويقال لهم اليوم الذين آمنوا يضحكون منكم .
وقدم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله ( الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) دون أن يقال : فاليوم يضحك الذين آمنوا لإفادة الحصر وهو قصر إضافي في مقابلة قوله ( كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) أي زال استهزاء المشركين بالمؤمنين فاليوم المؤمنون يضحكون من الكفار دون العكس .
A E وتقديم ( من الكفار ) على متعلقه وهو ( يضحكون ) للاهتمام بالمضحوك منهم تعجيلا لإساءتهم عند سماع هذا التقريع .
وقوله ( من الكفار ) إظهار في مقام الإضمار عدل عن أن يقال : منهم يضحكون لما في الوصف المظهر من الذم للكفار .
ومفعول ( ينظرون ) محذوف دل عليه قوله ( من الكفار يضحكون ) تقديره : ينظرون أي يشاهدون المشركين في العذاب والإهانة .
( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون [ 36 ] ) فذلكه لما حكي من اعتداء المشركين على المؤمنين وما ترتب عليه من الجزاء يوم القيامة فالمعنى فقد جوزي الكفار بما كانوا يفعلون وهذا من تمام النداء الذي يعلق به يوم القيامة .
والاستفهام ب ( هل ) تقريري وتعجب من عدم إفلاتهم منه بعد دهور .
والاستفهام من قبيل الطلب فهو من أنواع الخطاب .
والخطاب بهذا الاستفهام موجه إلى غير معين بل إلى كل من يسمع ذلك النداء يوم القيامة . وهذا من مقول القول المحذوف .
و ( ثوب ) أعطي الثواب يقال : ثوبه كما يقال : أثابه إذ أعطاه ثوابا .
والثواب : هو ما يجازى به من الخير على فعل محمود وهو حقيقته كما في الصحاح وهو ظاهر الأساس ولذلك فاستعماله في جزاء الشر هنا استعارة تهكمية . وهذا هو التحقيق وهو الذي صرح به الراغب في آخر كلامه إذ قال : إنه يستعمل في جزاء الخير والشر . أراد إنه يستعار لجزاء الشر بكثرة فلا بد من علاقة وقرينة وهي هنا قوله ( الكفار ) وما كانوا يفعلون كقول عمرو بن كلثوم : .
نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا .
قريناكم فعجلنا قراكم ... قبيل الصبح مرداة طحونا ومن قبيل قوله تعالى ( فبشرهم بعذاب أليم ) .
و ( ما كانوا يفعلون ) موصول وهو مفعول ثان لفعل ( ثوب ) إذ هو من باب أعطى . وليس الجزاء هو ما كانوا يفعلونه بل عبر عنه بهذه الصلة لمعادلته شدة جرمهم على طريقة التشبيه البليغ أو على حذف مضاف تقديره : مثل ويجوز أن يكون على نزع الخافض وهو باء السببية أي بما كانوا يفعلون .
وفي هذه الجملة محسن براعة المقطع لأنها جامع لما اشتملت عليه السورة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الانشقاق .
سميت في زمن الصحابة ( سورة إذا السماء انشقت ) . ففي الموطأ عن أبي سلمة " أن أبا هريرة قرأ بهم إذا السماء انشقت فسجد فيها فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله A سجد فيها " . فضمير ( فيها ) عائد إلى ( إذا السماء انشقت ) بتأويل السورة وبذلك عنونها البخاري والترمذي وكذلك سماها في الإتقان