وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومن معاني المد أن يزال تكويرها بتمدد جسمها حتى تصير إلى الاستطالة بعد التكوير . وذلك كله مما يؤذن باختلال نظام سير الأرض وتغير أحوال الجاذبية وما بالأرض من كرة الهواء فيعقب ذلك زوال هذا العالم .
وقوله ( وألقت ما فيها ) صالح للحمل على ما يناسب هذه الاحتمالات في مد الأرض ومحتمل لأن تنقذف من باطن الأرض أجزاء أخرى يكون لانقذافها أثر في إتلاف الموجودات مثل البراكين واندفاع الصخور العظيمة وانفجار العيون إلى ظاهر الأرض فيكون طوفان .
و ( تخلت ) أي أخرجت ما في باطنها فلم يبق منه شيء لأن فعل تخلى يدل على قوة الخلو عن شيء لما في مادة التفعل من الدلالة على تكلف الفعل كما يقال تكرم فلان إذا بالغ في الإكرام .
والمعنى : إنه لم يبق مما في باطن الأرض شيء كما قال تعالى ( وأخرجت الأرض أثقالها ) .
وتقدم الكلام على نظير قوله ( وأذنت لربها وحقت ) آنفا .
وجملة ( يا أيها الإنسان إنك كادح ) إلى آخره جواب ( إذا ) باعتبار ما فرع عليه من قوله ( فملاقيه ) ونسب هذا إلى المبرد أي لأن المعطوف الأخير بالفاء في الأخبار هو المقصود مما ذكر معه .
فالمعنى : إذا السماء انشقت وإذا الأرض مدت لاقيت ربك أيها الإنسان بعد كدحك لملاقاته فكان قوله ( إنك كادح ) إدماجا بمنزلة الاعتراض أمام المقصود .
وجوز المبرد أن يكون جواب ( إذا ) محذوفا دل عليه قوله ( فملاقيه ) والتقدير : إذا السماء انشقت إلى آخره لاقيت أيها الإنسان ربك .
وجوز الفراء أن يكون جواب ( إذا ) قوله ( وأذنت لربها ) وإن الواو زائدة في الجواب . ورده ابن الانباري بأن العرب لا تقحم الواو إلا إذا كانت ( إذا ) بعد ( حتى ) كقوله تعالى ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ) أو بعد ( لما ) كقوله تعالى ( فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم ) الآية .
وقيل الجواب ( فأما من أوتي كتابه بيمينه ) ونسب إلى الكسائي واستحسنه أبو جعفر النحاس .
والخطاب لجميع الناس فاللام في قوله ( الإنسان ) لتعريف الجنس وهو للاستغراق كما دل عليه التفصيل في قوله ( فأما من أوتي كتابه بيمينه ) إلى قوله ( كان به بصيرا ) .
A E والمقصود الأول من هذا وعيد المشركين لأنهم الذين كذبوا بالبعث . فالخطاب بالنسبة إليهم زيادة للإنذار وهو بالنسبة إلى المؤمنين تذكير وتبشير . وقيل : أريد إنسان معين فقيل هو الأسود بن عبد الأسد " بالسين المهملة في الاستيعاب والإصابة ووقع في الكشاف بالشين المعجمة كما ضبطه الطيبي وقال هو في جامع الأصول بالمهملة " وقيل أبي بن خلف وقد يكون أحدهما سبب النزول أو هو ملحوظ ابتداء .
والكدح : يطلق على معان كثيرة لا نتحقق أيها الحقيقة وقد أهمل هذه المادة في الأساس فلعله لأنه لم يتحقق المعنى الحقيقي . وظاهر كلام الراغب أن حقيقته : إتعاب النفس في العمل والكد . وتعليق مجروره في هذه الآية بحرف ( إلى ) تؤذن بأن المراد به عمل ينتهي إلى لقاء الله فيجوز أن يضمن ( كادح ) معنى ساع لأن كدح الناس في الحياة يتطلبون بعمل اليوم عملا لغد وهكذا وكذلك يتقضى به زمن العمر الذي هو أجل حياة كل إنسان ويعقبه الموت الذي هو رجوع نفس الإنسان إلى محض تصرف الله فلما آل سعيه وكدحه إلى الموت جعل كدحه إلى ربه . فكأمه قيل : إنك كادح تسعى إلى الموت وهو لقاء ربك وعليه فالمجرور ظرف مستقر هو خبر ثان عن حرف ( إن ) ويجوز أن يضمن ( كادح ) معنى ماش فيكون المجرور ظرفا لغوا .
و ( كدحا ) منصوب على المفعولية المطلقة لتأكيد ( كادح ) المضمن معنى ياع إلى ربك أي ساغ إليه لا محالة ولا مفر .
وضمير النصب في ( ملاقيه ) عائد إلى الرب أي فملاق ربك أي لا مفر لك من لقاء الله ولذلك أكد الخبر بإن .
( فأما من أوتي كتابه بيمينه [ 7 ] فسوف يحاسب حسابا يسيرا [ 8 ] وينقلب إلى أهله مسرورا [ 9 ] وأما من أوتي كتابه وراء ظهره [ 10 ] فسوف يدعوا ثبورا [ 11 ] ويصلى سعيرا [ 12 ] إنه كان في أهله مسرورا [ 13 ] إنه ظن أن لن يحور [ 14 ] بلى إن ربه كان به بصيرا [ 15 ] )