وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( فك رقبة ) بيان للعقبة والتقدير : هي فك رقبة فحذف المسند إليه حذفا لمتابعة الاستعمال . وتبيين العقبة بأنها : ( فك رقبة أو إطعام ) مبنى على استعارة العقبة للإعمال الصالحة الشاقة على النفس . وقد علمت أن ذلك من تشبيه المعقول بالمحسوس فلا وجه لتقدير من قدر مضافا فقال : أي وما أدراك ما اقتحام العقبة .
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ( فك ) بفتح الكاف على صيغة فعل المضي وبنصب ( رقبة ) على المفعول ل ( فك ) أو ( أطعم ) بدون ألف بعد عين ( إطعام ) على أنه فعل مضي عطفا على ( فك ) فتكون جملة ( فك رقبة ) بيانا لجملة ( فلا اقتحم العقبة ) وما بينهما اعتراضا أو تكون بدلا من جملة ( اقتحم العقبة ) أي فلا اقتحم العقبة ولا فك رقبة أو أطعم . وما بينهما اعتراض كما تقرر آنفا .
والفك : أخذ الشيء من يد من احتاز به .
والرقبة مراد بها الإنسان من إطلاق اسم الجزء على كله مثل إطلاق رأس وعين ووجه وإيثار لفظ هنا لأن المراد ذات الأسير أو العبد وأول ما يخطر بذهن الناظر لواحد من هؤلاء . هو رقبته لأنه في الغالب يوثق من رقبته .
وأطلق الفك على تخليص المأخوذ في أسر أو ملك لمشابهة تخليص الأمر العسير بالنزع من يد القابض الممتنع .
وهذه الآية أصل من أصول التشريع الإسلامي وهو تشوف الشارع إلى الحرية وقد بسطنا القول في ذلك في كتاب أصول النظام الاجتماعي في الإسلام .
والمسغبة : الجوع وهي مصدر على وزن المفعلة مثل المحمدة والمرحمة من شغب كفرح سغبا إذا جاع .
والمراد به ( يوم ذي مسغبه ) زمان لا النهار المعروف .
وإضافة ( ذي ) إلى ( مسغبة ) تفيد اختصاص ذلك اليوم بالمسغبة أي يوم مجاعة . وذلك زمن البرد وزمن القحط .
ووجه تخصيص اليوم ذي مسغبة بالإطعام فيه أن الناس في زمن المجاعة يشتد شحهم بالمال خشية امتداد زمن المجاعة والاحتياج إلى الأقوات . فالإطعام في ذلك الزمن أفضل وهو العقبة ودون العقبة مصاعد متفاوتة .
وانتصب ( يتيما ) على المفعول به ل ( إطعام ) الذي هو مصدر عامل عمل فعله وإعمال المصدر غير المضاف ولا المعرف باللام أقيس وإن كان إعمال المضاف أكثر ومنع الكوفيون إعمال المصدر غير المضاف . وما ورد بعده مرفوع أو منصوب حملوه على إضمار فعل من لفظ المصدر فيقدر في مثل هذه الآية عندهم ( يطعم يتيما ) .
واليتيم : الشخص الذي ليس له أب وهو دون البلوغ ووجه تخصيصه بالإطعام أنه مظنة قلة الشبع لصغر سنه وضعف عمله وفقد من يعوله ولحيائه من التعرض لطلب ما يحتاجه . فلذلك رغب في إطعامه وإن لم يصل حد المسكنة والفقر ووصف بكونه ( ذا مقربة ) أي مقربة من المطعم لأن هذا الوصف يؤكد إطعامه لأن في كونه يتيما إغاثة له بالإطعام وفي كونه ذا مقربة صلة للرحم .
والمقربة : قرابة النسب وهو مصدر بوزن مفعلة مثل ما تقدم في ( مسغبة ) .
والمسكين : الفقير وتقدم في سورة البقرة عند قوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) و ( ذا متربة ) صفة لمسكين جعلت المتربة علامة على الاحتياج بحسب العرف .
والمتربة مصدر بوزن مفعلة أيضا وفعله ترب يقال : ترب إذا نام على التراب أي لم يكن له ما يفترشه على الأرض وهو في الأصل كناية عن العرو من الثياب التي تحول بين الجسد والأرض عند الجلوس والاضطجاع وقريب منهم قولهم في الدعاء تربت يمينك : وتربت يداك .
و ( أو ) للتقسيم وهو معنى من معاني ( أو ) جاء من إفادة التخيير .
A E واعلم أنه إن كان المراد بالإنسان الجنس المخصوص أي المشركين كان نفي فك الرقاب والإطعام كناية عن انتفاء تحليهم بشرائع الإسلام لأن فك الرقاب وإطعام الجياع من القربات التي جاء بها الإسلام من إطعام الجياع والمحاويج وفيه تعريض بتعيير المشركين بأنهم إنما يحبون التفاخر والسمعة وإرضاء أنفسهم بذلك أو لمؤانسة الإخلاء وذلك غالب أحوالهم أي لم يطعموا يتيما ولا مسكينا في يوم مسغبة أي هو الطعام الذي يرضاه الله لأن فيه نفع المحتاجين من عباده . وليس مثل إطعامكم في المآدب والولائم والمنادمة التي لا تعود بالنفع على المطعمين لأن تلك المطاعم كانوا يدعون لها أمثالهم من أهل الجدة دون حاجة إلى الطعام وإنما يريدون المؤانسة أو المفاخرة