وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) الآية اتفق أهل التأويل على أن أول مقصود بهذه الصلة أبو بكر الصديق Bه لما اعتق بلالا قال المشركون : وما فعل ذلك أبو بكر إلا ليد كانت لبلال عنده . وهو قول من بهتانهم " يعللون به أنفسهم كراهية لأن يكون أبو بكر فعل ذلك محبة للمسلمين " فأنزل الله تكذيبهم قوله ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) مرادا به بعض من شمله عموم ( الذي يؤتي ماله يتزكى ) وهذا شبيه بذكر بعض أفراد العام وهو لا يخصص العموم ولكن هذه لما كانت حالة غير كثيرة في أسباب إيتاء المال تعين أن المراد بها حالة خاصة معروفة بخلاف نحو قوله ( وآتى المال على حبه ذوي القربى ) وقوله ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ) .
و ( عنده ) ظرف مكان وهو مستعمل هنا مجازا في تمكن المعنى من المضاف إليه عنه كتمكن الكائن في المكان القريب قال الحارث بن حلزة : .
من لنا عنده من الخير آيا ... ت ثلاث في كلهن القضاء و ( من نعمة ) اسم ( ما ) النافية جر ب ( من ) الزائدة التي تزاد في النفي لتأكيد النفي الاستثناء في ( إلا ابتغاء وجه ربه ) منقطع أي لكن ابتغاء لوجه الله .
والابتغاء : الطلب بجد لأنه أبلغ من البغي .
والوجه مستعمل مراد به الذات كقوله تعالى ( ويبقى وجه ربك ) . ومعنى ابتغاء الذات ابتغاء رضا الله .
وقوله ( ولسوف يرضى ) وعد بالثواب الجزيل الذي يرضي صاحبه . وهذا تتميم لقوله ( وسيجنبها الأتقى ) لأن ذلك ما أفاد إلا أنه ناج من عذاب النار لاقتضاء المقام الاقتصار على ذلك لقصد المقابلة مع قوله ( لا يصلها إلا الأشقى ) فتمم هنا بذكر ما أعد له من الخيرات .
وحرف ( سوف ) لتحقيق الوعد في المستقبل كقوله ( قال سوف أستغفر لكم ربي ) أي يتغلغل رضاه في أزمنة المستقبل المديد .
واللام لام الابتداء لتأكيد الخبر .
وهذه من جوامع الكلم لأنها يندرج تحتها كل ما يرغب فيه الراغبون . وبهذه السورة انتهت سورة وسط المفصل .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الضحى .
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف وفي كثير من كتب التفسير وفي جامع الترمذي ( سورة الضحى ) بدون الواو .
وسميت في كثير من التفاسير وفي صحيح البخاري ( سورة والضحى ) بإثبات الواو .
ولم يبلغنا عن الصحابة خبر صحيح في تسميتها .
وهي مكية بالاتفاق .
وسبب نزولها ما ثبت في الصحيحين يزيد أحدهما على الآخر عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البجلي قال " دميت إصبع رسول الله A فاشتكى فلم يقم ليلتين أو ثلاثة فجاءت امرأة وهي أم جميل بنت حرب زوج أبي لهب كما في رواية عن ابن عباس ذكرها ابن عطية فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث . فأنزل الله ( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) .
وروى الترمذي عن ابن عيينة عن الأسود عن جندب البجلي قال " كنت مع النبي A في غار فدميت إصبعه فقال : قل أنت إلا إصبع دميت . وفي سبيل الله ما لقيت قال فأبطأ عليه جبريل فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله تعالى ( ما ودعك ربك وما قلى ) . وقال : حديث حسن صحيح .
ويظهر أن قول أم جميل لم يسمعه جندب لأن جندبا كان من صغار الصحابة وكان يروي عن أبي بن كعب وعن حذيفة كما قال أبن عبد البر . ولعله أسلم بعد الهجرة فلم يكن قوله " كنت مع النبي A في غار " مقارنا لقول المشركين " وقد ودع محمد " . ولعل جندبا روى حديثين جمعهما ابن عيينة . وقيل : إن كلمة " في غار " تصحيف وأن أصلها : كنت غازيا . ويتعين حينئذ أن يكون حديثه جمع حديثين .
وعدت هذه السورة حادية عشرة في ترتيب نزول السور نزلت بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح .
وعدد آيها إحدى عشرة آية .
وهي أول سورة في قصار المفصل .
أغراضها .
إبطال قول المشركين إذ زعموا أن ما يأتي من الوحي للنبي A قد انقطع عنه .
وزاده بشارة بأن الآخرة خير له من الأولى على معنيين في الآخرة والأولى . وأنه سيعطيه ربه ما فيه رضاه . وذلك يغيض المشركين .
ثم ذكره الله بما حفه به من ألطافه وعنايته في صباه وفي فتوته وفي وقت اكتهاله وأمره بالشكر على تلك النعم بما يناسبها مع نفع لعبيده وثناء على الله بما هو أهله