وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أحرف القسم .
و حكي عن بشر المريسي فيمن قال و الرحمن أنه إن قصد اسم الله تعالى فهو حالف وإن أراد به سورة الرحمن فليس بحالف فكأنه حلف بالقرآن وسواء كان القسم بحرف الباء أو الواو أو التاء بأن قال بالله أو والله أو تالله لأن القسم بكل ذلك من عادة العرب وقد ورد به الشرع أيضا قال الله تعالى : { و الله ربنا ما كنا مشركين } و قال : { و تالله لأكيدن أصنامكم } و قال تعالى خبرا عن إخوة يوسف : { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف } و قال عز و جل : { تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك } و قال عز و جل : { و أقسموا بالله } و قال عز و جل : { ويحلفون بالله } تعالى .
وقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ لا تحلفوا بآبائكم و لا بالطواغيت فمن كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليدع ] إلا أن الباء هي الأصل و ما سواها دخيل قائم مقامها فقول الحالف بالله أي أحلف بالله لأن الباء حرف إلصاق و هو إلصاق الفعل بالاسم و ربط الفعل بالاسم و النحويون يسمون الباء حرف إلصاق و حرف الربط و حرف الآلة و التسبيب فإنك إذا قلت كتبت بالقلم فقد ألصقت الفعل بالاسم و ربطت أحدهما بالآخر فكان القلم آلة الكتابة و سببا يتوصل به إليها فإذا قال بالله فقد ألصق الفعل المحذوف و هو قوله أحلف بالاسم و هو قوله بالله وجعل اسم الله آلة للحلف و سببا يتوصل به إليه إلا أنه لما كثر استعمال هذه اللفظ أسقط قوله : أحلف و اكتفى بقوله : بالله كما هو دأب العرب من حذف البعض و إبقاء البعض عند كثرة الاستعمال إذا كان فيما بقي دليلا على المحذوف كما في قولهم باسم الله و نحو ذلك و إنما خفض الاسم لأن الباء من حروف الخفض و الواو قائم مقامه فصار كأن الباء هو المذكور و كذا التاء قائم مقام الواو فكان الواو هو المذكور إلا أن الباء تستعمل في جميع ما يقسم به من أسماء الله و صفاته .
و كذا الواو فأما التاء فإنه لا يستعمل إلا في اسم الله تعالى تقول : تالله و لا تقول : تالرحمن و تعزة الله تعالى لمعنى يذكر في النحو و لو لم يذكر شيئا من هذه الأدوات بأن قال : الله لا أفعل كذا يكون يمينا لما روي [ : أن رسول الله A حلف ركانة بن زيد أو زيد بن ركانة حين طلق امرأته البتة و قال : و الله ما أردت بالبت إلا واحدة ] و به تبين أن الصحيح ما قاله الكوفيون و هو أن يكون بالكسر لأن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر الله بالكسر و هو أفصح العرب صلى الله عليه و سلم و كذا روي عن ابن عمر وغيره من الصحابة أنه سأله واحد و قال له : كيف أصبحت قال خير عافاك الله بكسر الراء .
و لو قال : لله هل يكون يمينا لم يذكر هذا في الأصل و قالوا إنه يكون يمينا لأن الباء توضع موضع اللام يقال آمن بالله و آمن له بمعنى قال الله تعالى في قصة فرعون : { آمنتم له } و في موضع آخر { آمنتم به } و القصة واحدة .
ولو قال : و ربي و رب العرش أو رب العالمين كان حالفا لأن هذا من الأسماء الخاصة بالله تعالى لا يطلق على غيره