وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

148 - ـ فصل : الدنيا دار ابتلاء و إختبار .
نزلت في شدة و كأثرت مت الدعاء أطلب الفرج و الراحة و تأخرت الإجابة فانزعجت النفس و قلقت فصحت بها : ويلك تأملي أمرك أمملوكة أنت أم حرة مالكة ؟ أمدبرة أنت أم مدبرة ؟ .
أما علمت أن الدنيا دار ابتلاء و اختبار فإذا طلبت أغراضك و لم تصبري على ما ينافي مرادك فأين الإبتلاء ؟ و هل الإبتلاء إلا الإعراض و عكس المقاصد ؟ .
فافهمي معنى التكليف و قد هان عليك ما عز و سهل ما استصعب .
فلما تدبرت ما قلته سكنت بعض السكون .
فقلت لها : و عندي جواب ثان و هو أنك تقتضين الحق بأغراضك و لا تقتضين نفسك بالواجب له و هذا عين الجهل .
و إنما كان ينبغي أن يكون الأمر بالعكس لأنك مملوكة و المملوك العاقل يطالب نفسه بأداء حق المالك و يعلم أنه لا يجب على المالك تبليغه ما يهوى فسكنت أكثر من ذلك السكون .
فقلت لها : و عندي جواب ثالث و هو أنك قد استبطأت الإجابة و أنت سددت طرقها بالمعاصي فلو قد فتحت الطريق أسرعت كأنك ما علمت أن سبب الراحة التقوى .
أو ما سمعت قوله تعالى : { و من يتق الله يجعل له مخرجا * و يرزقه } { يجعل له من أمره يسرا } .
أو ما فهمت أن العكس بالعكس ؟ .
آه من سكر غفلة صار أقوى من كل سكر في وجه مياه المراد يمنعها من الوصول إلى زرع الأماني فعرفت النفس أن هذا حق فطمأنت .
فقلت : و عندي جواب رابع و هو أنك تطلبين ما لا تعلمين عاقبته و ربما كان فيه ضررك فمثلك كمثل طفل محموم يطلب الحلوى و المدبر لك أعلم بالمصالح كيف و قد قال الله : { و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم } .
فلما بان الصواب للنفس في هذه الأجوبة زادت طمأنينتها .
فقلت لها : و عندي جواب خامس و هو أن هذا المطلوب ينقص من أجرك و يحط من مربتبتك فمنع الحق لك ما هذا سبيله عطاء منه لك و لو أنت طلبت ما يصلح آخرتك كان أولى لك فأولى لك أن تفهمي ما قد شرحت فقالت : لقد سرحت في رياض ما شرحت فهمت إذ فهمت