وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

153 - فصل : العلم أشرف مكتسب .
الواجب على العاقل أن يتبع الدليل ثم لا ينظر فيما لا يجني من مكروه .
مثاله أنه قد ثبت بالدليل القاطع حكمة الخالق D و ملكه و تدبيره .
فإذا رأى الإنسان عالما محروما و جاهلا مرزوقا أوجب عليه الدليل المثبت حكمة الخالق التسليم إليه و نسبة العجز عن معرفة الحكمة إلى نفسه .
فإن أقواما لم يفعلوا ذلك جهلا منهم أفتراهم بماذا حكموا ؟ بفساد هذا التدبير ؟ أليس بمتقضى عقولهم ؟ أو ما عقولهم من جملة مواهبه ؟ .
فكيف يحكم على حكمته و تدبيره ببعض مخلوقاته التي هي بالإضافة إليه أنقص من كل شيء ؟ .
و لقد بلغني عن اللعين ابن الراوندي أنه كان جالسا على الجسر و في يده رغيف يأكله فجازت خيل و أموال فقال : لمن هذه ؟ فقيل : لفلان الخادم ثم جازت خيل و أموال فقال : لمن هذه ؟ فقيل لفلان الخادم .
فلما مر الخادم رأى شخصا محتقرا فرمى الرغيف إلى ناحيته و قال : و هذا لفلان ! ما هذه القسمة ! .
و لو فكر المعترض لبانت له وجوه أقلها جهله بمن يدعي معرفته و قلة تعظيمه له و ذلك يوجب عليه أشد مما كان فيه من تضييق العيش و لكنه ميراث إبليس حيث إعتقد سوء التدبير في تفضيل آدم عليه السلام .
فالعجب من تلميذ يتعالم على أستاذه و من مملوك يتيه على سيده .
و مما ينبغي أن يتبع فيه الدليل و لا يلتفت إلى ما جنت الحال أن العلم أشرف مكتسب .
و قد رأى جماعة من الجهلة قلة حظوظ العلماء من الدنيا ففأزوروا على العلم و قالوا : لا فائدة فيه و ذلك لجهلهم بمقدار العلم فإن تابع الدليل لا يبالي ما جنى و إنما يبين الاختبار بفقد الغرض .
و لو لم يكن من الدليل على صدق نبينا صلى الله عليه و سلم إلا إعراضه عن الدنيا و تضييق العيش عليه ثم لن يخلف شيئا و حرم أهله الميراث لكفاءة ذلك دليلا على صدق طلبه لمطلوب آخر .
و ربما رأى الجاهل قوما من العلماء يفعلون خطيئة فيزدري على العلم و يدعيه ناقصا و هذا غلط كبير فليتق الله العاقل و ليعمل بمقتضى العقل فيما يأمر به من طاعة الله تعالى و العمل بالعلم و ليعلم أن الابتلاء في الصبر على فوات المطلوبات و ليلزم إتباع الدليل و إن جنى مكروها و الله الموفق