وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

190 - ـ فصل : سبب النهي عن الاشتغال بالكلام .
ما نهى السلف عن الخوض في الكلام إلا لأمر عظيم و هو أن أن الإنسان يريد أن ينظر ما لا يقوى عليه بصره فربما تحير فخرج إلى الحجب .
لأنا إذا نظرنا في ذات الخالق حار العقل و بهت الحس فهو لا يعرف شيئا لا بداية له إنه لا يعلم إلا الجسم و الجوهر و العرض فإثبات ما يخرج عن ذاك لا يفهمه .
و إن نظرنا في أفعاله رأيناه يحكم البناء ثم ينقضه و لا نطلع على تلك الحكمة فالأولى للعاقل أن يكف كف التطلع إلى ما لا يطبق النظر إليه .
و متى قام العقل فنظر في دليل و جود الخالق بمصنوعاته و أجاز بعثه نبي و استدل بمعجزاته كفاه ذلك أن يتعرض لما قد أغنى عنه .
إذا قال القرآن كلام الله تعالى بدليل قوله { حتى يسمع كلام الله } كفاه .
و أما من تحذلق فقال : التلاوة هي المتلو أو غير المتلو و القراءة هي المقروء أو غير المقروء فيضيع الزمان في غير تحصيل و المقصود العمل بما فهم .
و قد حكى أن ملكا كتب إلى عماله في البلدان أني قدم عليكم فاعملوا كذا و كذا فعملوا إلا واحد منهم فإنه قعد يتفكر في الكتاب فيقول : أترى كتبه بمداد أو بحبر ؟ أترى كتبه قائما أو قاعدا ؟ فما زال يفكر حتى قدم الملك و لم يعمل مما أمر به شيئا فأحسن جوائز الكل و قتل هذا