وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

192 - ـ فصل : قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين كفر .
أصل كل محنة في العقائد قياس أمر الخالق على أحوال الخلق .
فإنه الفلاسفة لما رأوا إيجاد شيء لا من شيء كالمستحيل في العادات قالوا بقدم العالم .
و لما عظم عندهم في العادة الإحاطة بكل شيء قالوا : إنه يعلم الجمل لا التفاصيل .
و لما رأوا تلف الأبدان بالبلاء أنكروا إعادتها و قالوا الإعادة رجوع الأرواح إلى معادنها .
و كل من قاس صفة الخالق على صفات المخلوقين خرج إلى الكفر فإن المجسمة دخلوا في ذلك لأنهم حملوا أوصافه على ما يعقلون .
و كذلك تدبيره D فإن من حمله على ما يعقل في العادات رأى ذبح الحيوان لا يستحسن و الأمراض تستقبح و قسمه الغني للأبله و الفقر للجلد العاقل أمرا ينافي الحكمة .
و هذا في الأوضاع بين الخلق فأما الخالق سبحانه فإن العقل لا ينتهي إلى حكمته بلى قد ثبت عنده و جوده و ملكه و حكمته .
فتعرضه بالتفاصيل على ما تجري به عادات الخلق جهل .
ألا ترى إلى أول المعترضين و هو إبليس كيف ناظر فقال : أنا خير منه و قول خليفته و هو أبو العلاء المعري : .
( رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا ) .
و نسأل الله D توفيقا للتسليم و تسليما للحكيم { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } .
أترى نقدر على تعليل أفعاله فضلا عن مطالعة ذاته ؟ .
و كيف نقيس أمره على أحوالنا ؟ .
فإذا رأينا نبينا صلى الله عليه و سلم يسأل في أمه و عمه فلا يقبل منه و يتقلب جائعا و الدنيا ملك يده و يقتل أصحابه و النصر بيد خالقه أو ليس هذا مما يحير ! .
فما لنا و الاعتراض على مالك قد ثبتت حكمته و استقر ملكه