وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

215 - ـ فصل : تذكر أحوال الرسول صلى الله عليه و سلم .
من أراد أن يعلم حقيقة الرضى عن الله D ففي أفعاله و أن يدري من أين ينشأ الرضى فليتفكر في أحوال رسول الله صلى الله عليه و سلم .
فإنه لما تكاملت معرفته بالخالق سبحانه رأى أن الخالق مالك و للمالك التصرف في مملوكه و رآه حكيما لا يصنع شيئا عبثا فسلم تسليم مملوك لحكيم فكانت العجائب تجري عليه و لا يوجد منه تغير و لا من الطبع تأفف .
و لا يقول بلسان الحال : لو كان كذا بل يثبت للأقدار ثبوت الجبل لعواصف الرياح .
هذا سيد الرسل صلى الله عليه و سلم بعث إلى الخلق وحده و بالكفر قد ملأ الآفاق فجعل يفر من مكان إلى مكان و استتر في دار الخيزران و هم يضربونه إذا خرج و يدمون عقبه و شق السلى على ظهره و هو ساكت ساكن .
و يخرج كل موسم فيقول : من يؤويني من ينصرني ؟ .
ثم خرج من مكة فلم يقدر على العود إلا في جواز كافر و لم يوجد من الطبع تأنف و لا من الباطن اعتراض .
إذ لو كان غيره لقال : يا رب أنت مالك الخلق و قارد على النصر فلم أذل ؟ .
كما قال عمر Bه يوم صلح الحديبية : ألسنا على الحق ؟ فلم نعطي الدنية في ديننا ؟ .
و لما قال هذا قال له الرسول صلى الله عليه و سلم : [ إني عبد الله و لن يضيعني ] فجمعت الكلمتان الأصلين اللذين ذكرناهما .
فقوله : إني عبد الله إقرار بالملك و كأنه قال : أنا مملوك يفعل بي ما يشاء .
و قوله : لن يضيعني بيان حكمته و أنه لا يفعل شيئا عبثا .
ثم يبتلي بالجموع فيثد الحجر و لله خزائن السموات و الأرض .
و تقتل أصحابه و يشج وجهه و تكسر رباعيته و يمثل بعمه و هو ساكت .
ثم يرزق ابنا و يسلب منه فيتعلل بالحسن و الحسين فيخبر بما سيجري عليهما .
و يسكن بالطبع إلى عائشة Bها فينغص عيشه بقذفها .
و يبالغ في إظهار المعجزات فيقام في وجهه مسيلمة و العنسي و ابن صياد .
و يقيم ناموس الأمانة و الصدق فيقال : كذاب ساحر ثم يعلقه المرض كما يوعك رجلان و هو ساكن ساكت فإن أخبر بحاله فليعلم الصبر .
ثم يشدد عليه الموت فيسلب روحه الشريفة و هو مضطجع في كساء ملبد و إزار غليظ و ليس عندهم زيت يوقد به المصباح ليلتئذ .
هذا شيء ما قدر على الصبر عليه كما ينبغي نبي قلبه و لو ابتليت به الملائكة ما صبرت .
هذا آدم عليه السلام يباح له الجنة سوى شجرة فلا يقع ذباب حرصه إلا على العقر .
و نبينا صلى الله عليه و سلم يقول في المباح : [ مالي و للدنيا ! ] .
و هذا نوح عليه السلام يضج مما لاقى فيصبح من كمد وجده { لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } و نبينا صلى الله عليه و سلم يقول : [ اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ] .
هذا الكليم موسى صلى الله عليه و سلم يستغيث عند عبادة قومه العجل على القدر قائلا { إن هي إلا فتنتك } و يوجه إليه ملك الموت فيقلع عينه .
و عيسى صلى الله عليه و سلم يقول : [ إن صرفت الموت عن أحد فاصرفه عني ] .
و نبينا صلى الله عليه و سلم يخير بين البقاء و الموت فيختار الرحيل إلى الرفيق الأعلى .
هذا سليمان صلى الله عليه و سلم يقول : هب لي ملكا و نبينا صلى الله عليه و سلم يقول : [ اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ] .
هذا و الله فعل رجل عرف الوجود و الموجود فماتت أغراضه و سكنت اعتراضاته فصار هواه فيما يجري