وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

261 - ـ فصل : إنما يتعثر من لم يخلص .
تفكرت في سبب هداية من يهتدي و إنتباه من يتيقظ من رقاد من رقاد غفلته فوجدت السبب الأكبر كاختبار الحق D لذلك الشخص كما قيل : إذا أرادك لأمر هيأك له .
فتار تقع اليقظة بمجرد فكر يوجبه نظر العقل فيتلمح الإنسان وجود نفسه فيعلم أن لها صانعا و قد طالبه بحقه و شكر نعمته و خوفه عقاب مخالفته و لا يكون ذلك بسبب ظاهر .
و من هذا ما جرى لأهل الكهف : { إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات و الأرض } .
و في التفسير : أن كل واحد منهم ألقى في قلبه يقظة فقال : لا بد لهذا الخلق من خالق فاشتد كرب بواطنهم من وقود نار الحذر فخرجوا إلى الصحراء فاجتمعوا عن غير موعد .
فكل واحد يسأل الآخر : ما الذي أخرجك ؟ فتصادقوا .
و من الناس من يجعل الخالق سبحانه و تعالى لذلك السبب الذي هو الفكر و النظر سببا ظاهرا إما من موعظة يسمعها أو يراها فيحرك هذا السبب الظاهر فكرة القلب الباطنة ثم ينقسم المتيقظون فمنهم من يغلبه هواه و يقتضيه طبعه ما يشتهي مما قد إعتاده فيعود القهقرى و لا ينفعه ما حصل له من الإنتباه فإنتباه مثل هذا زيادة في الحجة عليه .
و منهم من هو واقف في مقام المجاهدة بين صفين : العقل الآمر بالتقوى الهوى المتقاضى بالشهوات .
فمنهم من يغلب بعد المجاهدات الطويلة فيعود إلى الشر و يختم له به و منهم من يغلب تارة و يغلب أخرى فجراحاته لا في مقتل .
و منهم من يقهر عدوه فيسجنه في حبس فلا يبقى للعدو من الحيلة إلا الوساوس .
و من الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا و مذ سلكوا ما وقفوا فهمهم صعود و ترق .
كلما عبروا مقاما إلى مقام رأوا نقص ما كانوا فيه فاستغفروا و منهم من يرقى عن الإحتياج إلى مجاهدة إما لخسة ما يدعو إليه الطبع عنده و لا وقع له و إما لشرف مطلوبه فلا يلتفت إلى عائق عنه .
و اعلم أن الطريق الموصلة إلى الحق سبحانه ليست مما يقطع بالأقدام إنما يقطع بالقلوب .
و الشهوات العاجلة قطاع الطريق و السبيل كالليل المدلهم .
غير أن عين الموفق بصر فرس لأنه يرى في الظلمة كما يرى في الضوء .
و الصدق في الطلب منار أين وجد يدل على الجادة و إنما يتعثر من لم يخلص .
و إنما يمتنع الإخلاص ممن لا يراد فلا حول و لا قوة إلا بالله