وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

286 - ـ فصل : لا تنخدع بمن يظهر لك الود .
كان لنا أصدقاء و إخوان أعتد بهم فرأيت منهم من الجفاء و ترك شروط الصداقة و الأخوة عجائب فأخذت أعتب .
ثم إنتبهت لنفسي فقلت : و ما ينفع العتاب فإنهم إن صلحوا فللعتاب لا للصفاء .
فهممت بمقاطعتهم ثم تفكرت فرأيت الناس بين معارف و أصدقاء في الظاهر وإخوة مباطنين فقلت : لا تصلح مقاطعتهم .
إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة .
فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف و عاملتهم معاملة المعارف و من الغلط أن تعاتبهم .
فقد قال يحيىبن معاذ : بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له أذكرني في دعائك .
و جمهور الناس اليوم معارف و يندر فيهم صديق في الظاهر فأما الأخوة و المصافات فذاك شيء نسخ فلا يطمع فيه .
و ما أرى الإنسان تصفو له أخوة من النسب و لا ولده و لا زوجته .
فدع الطمع في الصفا و خذ عن الكل جانبا و عاملهم معاملة الغرباء .
و إياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره و ربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك .
و قد قال الفضيل بن عياض : إذا أردت أن تصادق صديقا فأغضبه فإن رأيته كما ينبغي فصادقه .
و هذا اليوم مخاطرة لأنك إذا أغضبت أحدا صار عدوا في الحال .
و السبب في نسخ حكم الصفا أن السلف كان همتهم الآخرة و حدها فصفت نياتهم في الأخوة و المخالطة فكانت دينا لا دنيا و الآن فقدإستولى حب الدنيا على القلوب فإن رأيت متملقا في باب الدين فأخبره تقله