وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

304 - ـ فصل : اليقظة الدائمة .
همة المؤمن متعلقة بالآخرة فكل ما في الدنيا يحركه إلى ذكر الآخرة و كل من شغله شيء فهمته شغله .
ألا ترى أنه لو دخل أرباب الصنائع إلى دار معمورة رأيت البزار ينظر إلى الفرش و يحزر قيمة و النجار إلى السقف و البناء إلى الحيطان و الحائك إلى النسيج المخيط .
و المؤمن إذا رأى ظلمة ذكر ظلمة القبر و إن رأى مؤلما ذكر العقاب و إن سمع صوتا فظيعا ذكر نفخة الصور و إن رأى الناس نياما ذكر الموتى في القبور و إن رأى لذة الجنة فهمته متعلقة بمآثم و ذلك يشغله عن كل مأتم .
و أعظم ما عنده أنه يتخايل دوام البقاء في الجنة و أن بقاءه لا ينقطع و لا يزول و لا يعتريه منغص فيكاد إذا تخايل نفسه متقلبا في تلك اللذات الدائمة التي لا تفنى يطيش فرحا و يسهل عليه ما في الطريق إليها من ألم و مرض و ابتلاء و فقد محبوب و هجوم الموت و معالجة غصصه .
فأن المشتاق إلى الكعبة يهون عليه رمل زرود و التائق إلى العافية لا يبالي بمرارة الدواء .
و يعلم أن جودة الثمر ثم على مقدار جودة البذر ههنا فهو يتخير الأجود و يغتنم الزرع في تشرين العمر من غير فتور .
ثم يتخايل المؤمن دخول النار و العقوبة فينغص عيشه و يقوى قلقه فعنده بالحالين شغل عن الدنيا و ما فيها فقلبه هائم في بيداء الشوق تارة و في صحراء أخرى فما يرى البنيان .
فإذا نازله الموت قوى ظنه بالسلامة و رجا لنفسه النجاة فيهون عليه .
فإذا نزل إلى القبر و جاءه من يسألونه قال بعضهم لبعض : دعوه فما إستراح إلا الساعة .
نسأل الله D يقظة تامة تحركنا إلى طلب الفضائل و تمنعنا من إختيار الرذائل فإنه إن وفق و إلا فلا نافع