وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

34 - ـ فصل : نقد الصوفية .
تفكرت فرأيت أن حفظ المال من المتعين و ما يسميه جهلة المتزهدين توكلا من إخراج ما في اليد ليس بالمشروع فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال لكعب بن مالك : [ أمسك عليك بعض مالك ] أو كما قال له و قال لسعد : [ لأن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس ] .
فإن اعترض جاهل فقال : فقد جاء أبو بكر Bه بكل ماله .
فالجواب أن أبا بكر صاحب جأش و تجارة فإذا أخرج الكل أمكنه أن يستدين عليه فيتعيش .
فمن كان على هذه الصفة لا أذم إخراجه لماله و إنما الذم متطرق إلى من يخرج ماله و ليس من أرباب المعائش .
أو يكون من أولئك إلا أنه ينقطع عن المعاش فيبقى كلا على الناس يستعطهم و يعتقد أنه على الفتوح و قلبه متعلق بالخلق و طعمه ناشب فيهم .
و مت حرك بابه نهض قلبه و قال : رزق قد جاء .
و هذا أمر قبيح بمن يقدر به على المعاش و إن لم يقدر كان إخراج ما يملك أقبح لأنه يتعلق قلبه بما في أيدي الناس .
و ربما ذل لبعضهم أو تزين له بالزهد و أقل أحواله أن يزاحم الفقراء و المكافيف و الزمني في الزكاة .
فعليك بالشرب الأول فانظر هل فيهم من فعل ما يفعله جهلة المتزهدين ؟ .
و قد أشرت في أول هذا إلى أنهم كسبوا و خلفوا الأموال .
فرد إلى الشرب الأول الذي لم يطرق فإنه الصافي .
و احذر من المشارع المطروقة بالآراء الفاسدة الخارجة في المعنى على الشريعة مذعنة بلسان حالها أن الشرع ناقص يحتاج إلى ما يتم به .
واعلم ـ وفقك الله تعالى ـ أن البدن كالمطية و لا بد من علف المطية و الاهتمام به .
فإذا أهملت ذلك كان سببا لوقوفك عن السير .
وقد رئي سلمان Bه يحمل طعاما على عاتقه فقيل له : أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : [ إن النفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت ] .
و قال سفيان الثوري : [ إذا حصلت قوت شهر فتعبد ] .
و قد جاء أقوام ليس عندهم سوى الدعاوي فقالوا : هذا شك في الرازق والثقة به أولى فإياك وإياهم .
و ربما ورد مثل هذا عن بعض صدور الزهاد من السلف فلا يعول عليه ولا يهولنك خلافهم .
فقد قال أبو بكر المروذي : سمعت أحمد بن حنبل يرغب في النكاح فقلت له : قال ابن أدهم فما تركني أتمم حتى صاح علي و قال : أذكر لك حال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وتأتيني ببنيات الطريق ؟ .
و اعلم وفقك الله : أنه لو رفض الأسباب شخص يدعي التزهد و قال : لا آكل و لا أشرب و لا أقوم من الشمس في الحر و لا استدفئ من البرد كان عاصيا بالإجماع .
و كذلك لو قال و له عائلة : لا أكتسب و رزقهم على الله تعالى فأصابهم أذى كان آثما .
كما قال E : [ كفى بالمرء إثما أن يضيع من يوقت ] .
و اعلم أن الاهتمام بالكسب يجمع الهم و يفرغ القلب ويقطع الطمع في الخلق فإن الطبع له حق يتقاضاه .
وقد بين الشرع ذلك فقال : إن لنفسك عليك حقا و إن لعينك عليك حقا .
و مثال الطبع من المريد السالك كمثل كلب لا يعرف الطارق فكل من رآه يمشي نبح عليه فإن ألقى إليه كسرة سكت عنه .
فالمراد من الاهتمام بذلك جمع الهم لا غير فافهم هذه الأصول فإن فهمها مهم