وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

44 - ـ فصل : للجاهل فائدة .
رأيت أكثرالخلق في وجودهم كالمعدومين فمنهم من لا يعرف الخالق و منهم من يثبته على مقتضى حسه و منهم من لا يفهم المقصود من التكليف .
فترى المتوسمين بالزهد يدأبون في القيام و القعود و يتركون الشهوات و ينسون ما قد أنسوا به من شهوة الشهرة و تقبيل الأيادي .
و لو كلم أحدهم لقال : ألمثلي يقال هذا ؟ و من فلان الفاسق ؟ .
فهؤلاء لا يفهمون المقصود و كذلك كثير من العلماء في احتقارهم غيرهم و التكبر في نفوسهم .
فتعجبت كيف يصلح هؤلاء لمجاورة الحق و سكنى الجنة ! ؟ .
فرأيت أن الفائدة في و جودهم في الدنيا تجانس الفائدة في دخولهم الجنة فإنهم في الدنيا بين معتبر به يعرف عارف الله سبحانه نعمة الله عليه بما كشف له مما غطى عن ذلك [ و يتم النظام بالإقتداء تصور أولئك ] فإن العارف لا يتسع وقته لمخالطة من يقف مع الصور فالزاهد كراعي البهم و العلم كمؤدب الصبيان و العارف كملقن الحكمة .
و لولا نفاط الملك و حارسه و وقاد أتونه ما تم عيشه .
فمن تمام عيش العارف استعمال أولئك بحسبهم فإذا وصلوا إليه حرر مانعهم و فيهم من لا يصل إليه فيكون وجود أولئك كزيادة ـ لا ـ في الكلام هي حشو و هي مؤكدة .
فإن قال قائل : فهب هذا يصح في الدنيا فكيف في الجنة ؟ .
و الجواب : أن الأنس بالجيران مطلوب و رؤية القاصر من تمام لذة الكامل و لكل شرب .
و من تأمل ما أشرب إليه كفاه رمز لفظي عن تطويل الشرح