وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

51 - ـ فصل : السبب و المسبب .
عرضت لي حالة لجأت فيها بقلبي إلى الله تعالى وحده عالما بأنه لا يقدر على جلب نفعي و دفع ضري سواه .
ثم قمت أتعرض بالأسباب فأنكر علي يقيني و قال : هذا قدح في التوكل .
فقلت : ليس كذلك فإن الله تعالى وضعها من الحكم .
و كان معنى حالي أن ما وضعت لا يفيد و إن وجوده كالعدم .
و ما زالت الأسباب في الشرع كقوله تعالى : { و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك و ليأخذوا أسلحتهم } .
و قال تعالى : { فذروه في سنبله } .
و قد ظاهر النبي صلى الله عليه و سلم بين درعين و شاور طبيبين و لما خرج إلى الطائف لم يقدر على دخول مكة حتى بعث إلى المطعم بن عدي فقال : أدخل في جوارك .
و قد كان يمكنه أن يدخل متوكلا بلا سبب .
فإذا جعل الشرع الأمور منوطة بالأسباب كان إعراضي عن الأسباب دفعا للحكمة .
و لهذا أرى أن التداوي مندوب إليه و قد ذهب صاحب مذهبي إلى أن ترك التداوي أفضل و منعني الدليل من اتباعه في هذا فإن الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ ما أنزل الله داء إلا و أنزل له دواء فتداووا ] .
و مريبة هذه اللفظة الأمر و الأمر إما أن يكون واجبا أو ندبا و لم يسبقه حظر فيقال : هو إباحة .
و كانت عائشة Bها تقول : [ تعلمت الطب من كثرة أمراض رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما ينعت له ] .
و قال عليه الصلاة و السلام لعلي بن أبي طالب Bه : [ كل من هذا فإنه أوفق لك من هذا ] .
و من ذهب إلى تركه أفضل احتج بقوله عليه الصلاة السلام : [ يدخل الجنة سبعون ألفا بلا حساب ] ثم وصفهم فقال : [ لا يكتون و لا يسترقون و لا يتطيرون و على ربهم يتوكلون ] .
و هذا لا ينافي التداوي لأنه قد كان أقوام يكتوون لئلا يمرضوا و يسترقون لئلا تصبهم نكبة و قد كوى عليه الصلاة السلام بن زرارة و رخص في الرقية في الحديث الصحيح فعلمنا أن المراد ما أشرنا أليه .
و إذا عرفت الحاجة إلى إسهال الطبع رأيت أن أكل البلوط مما يمنع عنه علمي و شرب ماء التمر هندي أوفق و هذا طب .
فإذا لم أشرب ما يوافقني ثم قلت : اللهم عافني قالت لي الحكمة أما سمعت : [ اعقلها و توكل ؟ ] اشرب و قل عافني و لا تكن كمن بين زرعه و بين النهر كف من تراب تكاسل أن يرفعه بيده ثم قام يصلي صلاة الإستسقاء و ما هذه الحالة إلا كحال من سافر على التجريد و إنما سافر على التجريد لأنه يجرب بربه D هل يرزقه أولا و قد تقدم الأمر إليه : { و تزودوا } فقال : لا أتزود فهذا هالك قبل أن يهلكه .
و لو جاء وقت صلاة و ليس معه ماء ليم على تفريطه و قيل له : هلا استصحبت الماء قبل المفازة .
فالحذر الحذر من أفعال أقوام دققوا فمرقوا عن الأوضاع الدينية و ظنوا أن كمال الدين بالخروج عن الطباع و المخالفة للأوضاع .
و لولا قوة العلم و الرسوخ فيه لما قدرت على شرح هذا و لا عرفته فافهم ما أشرت إليه فهو أنفع لك من كراريس تسمعها و كن مع أهل المعاني لا مع أهل الحشو