وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

87 - ـ فصل : إنما يتباين الناس بنزول البلاء .
من عاش مع الله D طيب النفس في زمن السلامة خفت عليه في زمن البلاء فهناك المحك .
إن الملك D بينا يعطي نقص و بينا يعطي سلب فطيب النفس و الرضى هناك يبين .
فأما من تواصلت لديه النعم فإنه يكون طيب القلب لتواصلها فإذا مسته نفحة من البلاء فبعيد ثيابه .
قال [ الحسن البصري ] : [ كانوا يتساوون في وقت النعم فإذا نزل البلاء تباينوا ] .
فالعقل من أعد ذخرا و حصل زادا من العدد للقاء حرب البلاء .
و لا بد من لقاء البلاء و لو لم يكن إلا عند صرعه الموت فإنها إن نزلت و العياذ بالله فلم تجد معرفة توجب الرضى أو الصبر أخرجت إلى الكفر .
و لقد سمعت بعض من كنت أظن فيه كثرة الخير و هو يقول في ليالي موته : ربي هو ذا يظلمني فلم أزل منزعجا بتحصيل عدة ألقى بها ذلك اليوم .
كيف و قد روى أن الشيطان يقول لأعوانه في تلك الساعة : [ عليكم بهذا فإن فاتكم لم تقدروا عليه ] .
و أي قلب يثبت عند إمساك النفس و الأخذ بالكظم و نزع النفس و العلم بمفارقة المحبوبات إلى ما لا يدري ما هو و ليس في ظاهره إلا البقر و البلاء .
فنسأل الله D يقينا يقينا شر ذلك اليوم لعلنا نصبر للقضاء أو نرضى به .
و نر غب إلى مالك الأمور في أن يهب لنا من فواضل نعمه على أحبابه حتى يكون لقاؤه أحب إلينا من بقائنا و تفويضنا إلى تقديره أشهى لنا من اختيارنا .
و نعوذ بالله من اعتقاد الكمال لتدبيرنا حتى إذا انعكس علينا أمر عدنا إلى القدر بالتسخط .
و هذا هو الجهل المحض و الخذلان الصريح أعاذنا الله منه