وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

88 - ـ فصل : صفة العارف .
ليس في الدنيا و لا في الآخرة أطيب عيشا من العارفين بالله D فإن العارف به مستأنس به في خلوته .
فإن عمت نعمة علم من أهداها و إن مر مر حلا مذاقه في فيه لمعرفته بالمبتلي و إن سأل فتعوق مقصوده صار مراده ما جرى به القدر علما منه بالمصلحة بعد يقينه بالحكمة و ثقته بحسن التدبير .
و صفة العارف أن قلبه مراقب لمعروفه قائم بين يديه ناظر بعيز اليقين إليه فقد سرى من بركة معرفته إلى الجوارح ما هذبها .
( فإن نطقت فلم أنطق بغيركم ... و إن سكت فأنتم عقد إضماري ) .
إذا تسلط على العارف أذى أعرض نظره عن السبب و لم ير سوى المسبب فهو في أطيب عيش معه إن سكت تفكر في إقامة حقه و إن تكلم بما يرضيه لا يسكن قلبه إلى زوجة و لا إلى ولد و لا يتشبث بذيل محبة أحد .
و إنما يعاشر الخلق ببدنه و روحه عند مالك روحه فهذا الذي لا هم عليه في الدنيا و لا غم عنده وقت الرحيل عنها و لا وحشة له في القبر و لا خوف عليه يوم المحشر .
فأما من عدم المعرفة فإنه معثر لا يزال يضج من البلاء لأنه لا يعرف المبتلي و يستوحش لفقد غرضه لأنه لا يعرف المصلحة و يستأنس بجنسه لأنه لا معرفة بينه و بين ربه و يخاف من الرحيل لأنه لا زاد له و لا معرفة بالطريق .
و كم من عالم و زاهد لم يرزقا من المعرفة إلا ما رزقه العامي البطال و ربما زاد عليهما .
و كم من عامي رزق منها ما لم يرزقاه مع اجتهادهما .
و إنما هي مواهب و أقسام ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء