وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

99 - ـ فصل : استفت قلبك .
أمكنني تحصيل شيء من الدنيا بنوع من أنواع الرخص فكنت كلما حصل شيء منه فاتني من قلبي شيء و كلما إستنارت لي طريق التحصيل تجدد في قلبي ظلمة .
فقلت يا نفس السوء ـ الإثم حواز القلوب ـ و قد قال استفت قلبك فلا خير في الدنيا كلها إذا كان في القلب من تحصيلها شيء أوجب نوع كدر .
و إن الجنة لو حصلت بسبب يقدح في الدين أو في المعاملة ما لذت و النوم على المزابل مع سلامة القلب من الكدر ألذ من تكآت الملوك و ما زلت أغلب نفسي تارة و تغلبني أخرى ثم تدعي الحاجة إلى تحصيل ما لا بد لها منه و تقول : فما أتعدى في الكسب المباح في الظاهر .
فقلت لها : أو ليس الورع يمنع من هذا ؟ قالت : بلى .
قلت : أليست القسوة في القلب تحصل به ؟ قالت : بلى .
قلت : فلا خير لك في شيء هذا ثمرته .
فخلوت يوما بنفسي فقلت لها : ويحك اسمعي أحدثك : .
إن جمعت شيئا من الدنيا من وجه فيه شبهة أفأنت على يقين من إنفاقه ؟ قالت : لا .
قلت : فالمحنة أن يحظي به الغير و لا تنالين إلا الكدر العاجل و الوزر الذي لا يؤمن .
و يحك أتركي هذا الذي يمنع منه الورع لأجل الله فعامليه بتركه .
كأنك لا تدرين ألا تتركي إلا ما هو محرم فقط أو مالا يصح و جهه .
أو ما سمعت أن من ترك شيئا الله عوضه الله خيرا منه ؟ .
أما لك عبرة في أقوام جمعوا فحازه سواهم و أملوا فما بلغوا مناهم ؟ .
كم من عالم جمع كتبا كثيرة ما انتفع بها .
و كم من منتفع ما عنده عشرة أجزاء .
و كم من طيب العيش لا يملك دينارين .
و كم من ذي قناطير منغص .
أما لك فطنة تتلمح أحوال من يترخص من وجه فيسلب منه من أوجه ؟ .
ربما نزل المرض بصاحب الدار أو ببعض من فيها فأنفق في سنته أضعاف ما ترخص في كسبه و المتقي معافى .
فضجت النفس من لومي و قالت : إذا لم أتعد واجب الشرع فما الذي تريد مني ؟ .
فقلت لها : أضن بك عن الغبن و أنت أعرف بباطن أمرك .
قالت : فقل لي ما أصنع ؟ .
قلت : عليك بالمراقبة لمن يراك و مثلي نفسك بحضرة معظم من الخلق فإنك بين يدي الملك الأعظم يرى من باطنك ما لا يراه المعظمون من ظاهرك .
فخذي بالأحوط و احذري من الترخص في بيع اليقين و التقوى بعاجل الهوى .
فإن ضاق الطبع مما تلقين فقولي له : مهلا فما انقضت مدة الإشارة و الله مرشدك إلى التحقيق و معينك بالتوفيق