وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الباب الحادي عشر ـ فيما أكرم صلى الله تعالى عليه و سلم من إجابة أدعيته .
فضل الأنبياء على سواهم : .
إن الله تعالى لما فضل الأنبياء على جميع خلقه مما فوض إليهم من القيام بحقه تميزوا بطلب المصلحة فخصوا بإجابة الأدعية ليكون عونا على ما كلفهم و آية على من أنكرهم فدخل بهذا الامتياز في أقسم الإعجاز .
دعا النبي على عتبة فافترسه أسد : .
فمن أعلامه صلى الله عليه و سلم في الإجابة : [ أن النبي صلى الله تعالى عليه و سلم لما تلا : { والنجم إذا هوى } قال عتبة بن أبي لهب : كفرت بالذي دنا فتدلى .
فقال النبي صلى الله تعالى عليه و سلم : اللهم سلط كلبا من كلابك يعني الأسد فخرج عتبة مع أصحابه في عير إلى الشام حتى إذا كانوا في طريقهم زأر الأسد فجعلت فرائص عتبة ترعد فقال أصحابه من أي شيء ترعد ؟ فو الله ما نحن و أنت إلا سواء .
فقال : إن محمدا دعا علي و ما ترد له دعوة و لا أصدق لهجة فوضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه و حاط القوم أنفسهم بمتاعهم و جعلوه وسطهم و ناموا فجاء الأسد يستشهي رؤوسهم رجلا رجلا حتى انتهى إليه فهشمه هشمة كانت إياها .
فقال و هو بآخر رمق : ألم أقل لكم إن محمدا أصدق الناس لهجة دعا النبي على سبعة من أشد خصومه فهلكوا ] : .
[ و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : أن المستهزئين به من قريش و هم سبعة : [ الوليد بن المغيرة ] و [ العاص بن وائل السهمي ] و [ الأسود بن عبد يغوث الزهري ] و [ فكيهة بن عامر الفهري ] و [ الحرث بن الطلاطلة ] و [ الأسود بن الحرث ] و [ ابن عيطلة ] كانوا يكثرون منه الاستهزاء و يواصلون عليه الإيذاء و كان لا يقرأ إلا مستسرا و لا يدعو إلا مستخفيا .
فنزل قوله تعالى : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا } أي لا تجهر بها فيؤذوك و لا تخافت بها عن أصحابك فلا يسمعوك و ابتغ بين الجهر و الإسرار سبيلا .
فأذن لأصحابه حين اشتد بهم الأذى في الهجرة إلى أرض الحبشة لأن ملكها كان منصفا و رغب إلى الله تعالى أن يكفيه أمرهم فنزل عليه قوله تعالى : { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين } و في قوله : { فاصدع بما تؤمر } تأويلان : أحدهما امض لما تؤمر به من إبطال الشرك و الثاني : أظهر ما تؤمر به من الحق .
و في قوله : { وأعرض عن المشركين } تأويلان : أحدهما : استهزىء بهم و الثاني : لا تهتم باستهزائهم : { إنا كفيناك المستهزئين } يعنى بما عجله من إهلاكهم .
فاما الوليد بن المغيرة فإنه ارتدى فعلق بردائه شوك فذهب يجلس عيه فقطع أكحله فنزف فمات لوقته .
و أما العاص بن وائل فوطىء على شوكة فتساقط لحمه من عظامه فمات من يومه .
و أما الأسود بن عبد يغوث فقد كان رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم دعا عليه بالعمى وثكل ولده فأتى بغصن فيه شوك فأصاب عينه فسالت حدقتاه على وجهه و قتل ولده زمعة يوم بدر فأعمى الله بصره و أثكله ولده .
و أما فكيهة بن عامر فخرج يريد الطائف ففقد و لم يوجد .
و أما الحرث بن الطلاطلة فإنه خرج لبعض حوائجه فضربه السموم في الطريق فاسود منه ومات .
و اما الأسود بن الحرث فأكل حوتا مملوحا فأصابه عطش فلم يتمالك من شرب الماء حتى انشق بطنه و مات .
أما ابن عيطلة فاستسقى فمات ] .
دعا على نفر من قريش فقتلوا في بدر : .
و مثله ما رواه ابن مسعود : [ قال كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم نصلي في ظل الكعبة و ناس من قريش و أبو جهل قد نحروا جزورا في ناحية مكة فبعثوا فجاءوا بسلاها و طرحوه بين كتفيه و هو ساجد فجاءت فاطمة فطرحته عنه .
فلما انصرف قال : اللهم عليك بقريش و بأبي جهل وعتبة و سشيبة و الوليد بن عتبة و أمية بن خلف و عقبة بن أبي معيط قال عبد الله بن مسعود فلقد رأيتهم قتلى في قليب بدر ] .
دعا على قوم آذوا المسلمين فاستجيب دعاؤه : .
[ و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : أن خباب بن الأرت أتاه حين اشتد الأذى من قريش فقال يا رسول الله : ادع لنا ربك أن يستنصر لنا على مضر .
فقال إنكم تعجلون لقد كان الرجل ممن قبلكم يمشط بأمشاط الحديد حتى يخلص إلى ما دون عظمه من لحم أو عصب و يشق بالمنشار فلا يرده ذلك عن دينه و إنكم تعجلون و الله ليمضي هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه ثم دعا عليهم فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر و اجعلها عليهم سنين كسني يوسف .
فقطع الله عنهم المطر حتى مات الشجر و ذهب الثمر و أجدبت الأرض و ماتت المواشي و اشتروا القد و أكلوا العلهز فلما انتهت بهم الموعظة استعطفوه فعطف و رغب إلى الله تعالى فمطروا ] .
استمطر يوم العسرة فأجيبت دعوته : .
[ و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : ما رواه ابن عباس قال : قيل لعمر : حدثنا عن شأن جيش العسرة .
فقال عمر رضي الله تعالى عنه : خرجنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش خشينا أن تنقطع رقابنا فكان الرجل يذهب ليلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع و حتى كان الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه ثم يجعل ما بقي على صدره .
فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه : يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع الله لنا قال : أتحب ذلك ؟ قال نعم .
فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده فلم يرجعها حتى مالت السحاب فأظلت و أمطرت حتى رووا و ملأوا ما معهم من الأوعية فذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر ] .
أعرابي يشكو الجفاف فيدعو له النبي فيجاب حالا : .
[ و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : و من أعلامه ما رواه مسلم الملالي عن أنس بن مالك قال أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم فقال : يا رسول الله لقد أتيناك و ما لنا بعير يئط و لا صبي يصطبح ثم أنشد : .
( أتيناك و العذراء يدمى لبانها ... و قد شغلت أم الصبي عن الطفل ) .
( و ألقى بكفيه الصبي استكانة ... من الجوع ضعفا ما يمر و لا يحلي ) .
( و لا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العامي و العلهز الفسل ) .
( و ليس لنا إلا إليك فرارنا ... و أين فرار الناس إلا إلى الرسل ) .
فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله تعالى و أثنى عليه ثم قال : اللهم اسقنا غيثا سحا طبقا غير رايث تنبت به ازرع و تملأ به الضرع و تحيي به الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون .
فما استتم الدعاء حتى ألقت السماء بأروقتها فجاء أهل البطانة يضجون يا رسول الله الغرق فقال : حوالينا و لا علينا فانجاب السحاب عن المدينة كالإكليل فضحك رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم حتى بدت نواجذه و قال : لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه من الذي ينشدنا شعره ؟ فقال علي بن أبي طالب كرم الله و جهه يا رسول الله كأنك أردت قوله : .
( و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل ) .
( يعوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة و فواضل ) .
( كذبتم و بيت الله نبري محمدا ... و لما نقاتل دونه و نناضل ) .
( و نسلمه حتى نصرع حوله ... و نذهل عن أبنائنا و الحلائل ) .
و قام رجل من كنانة و أنشد : .
( لك الحمد و الحمد ممن شكر ... سقينا بوجه النبي المطر ) .
( دعا الله خالقه دعوة ... و أشخص معها إليه البصر ) .
( فلم يك إلاك لقاء الردى ... و أسرع حتى رأينا الدرر ) .
( و فاق العز إلى جم البعاق ... أغاث الله به عليا مضر ) .
( و كان كما قاله عمه ... أبو طالب أبيض ذو غرر ) .
( به الله يسقي صوت الغمام ... و هذا العيان لذاك الخبر ) .
فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم إن يك شاعر يحسن فقد أحسنت ] .
العباس عم النبي يستسقي فيجاب دعاؤه : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : ما أظهره الله تعالى من كرامته في عمه العباس و حين استسقى به عمر Bه متوسلا إليه بعمه فخرج يستسقي به و قد أجدب الناس فقال : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك و بقية آبائه و كبير رجاله فاحفظ اللهم نبيك في عمه فقد دلونا به إليك مستشفعين إليك مستغفرين .
فقال العباس و عيناه تنضحان : اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة فقد ضرع الصغير و رق الكبير و ارتفعت الشكوى و أنت تعلم السر و أخفى اللهم فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا ليهلكوا فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون .
فنشأت السحاب و هطلت السماء فطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه و يقولون هنيئا لك ساقي الحرمين فقال حسان بن ثابت : .
( سأل الإمام و قد تتابع جدبنا ... فسقى الغمام بغرة العباس ) .
( عم النبي و صنو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون الناس ) .
( أحيا الإله به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس ) .
فقال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب يفتخر بذلك : .
( بعمي سقى الله الحجاز و أهله ... عشية يستسقي بسيبته عمر ) .
( توجه بالعباس في الجدب راغبا ... فما كر حتى جاد بالديمة المطر ) .
النبي عليه السلام يدعو للإمام علي : .
[ و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : ما روي أن أسماء بنت عميس قالت لفاطمة إن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما كان عند رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم و قد أوحى إليه فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس أو كادت تغيب ثم إنه سري عن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم فقال أصليت يا علي ؟ قال : لا فقال : اللهم رد على علي الشمس فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد ] .
دعاء النبي صلى الله عليه و سلم لعلي و ابن عباس : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : [ ما روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : بعثني رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم إلى اليمن فقلت : يا رسول الله تبعثني و أنا حدث السن لا علم لي بالقضاء قال : انطلق فإن الله سيهدي قلبك و يثبت لسانك قال علي رضي الله تعالى عنه فما شككت في قضاء بين اثنين و لذلك قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : أقضاكم علي ومثله قوله لابن عباس وهو يومئذ غلام : اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل فخرج أفقه الناس في الدين و أعلمهم بالتأويل حتى سمي البحر لسعة علمه ] .
دعاء النبي بالبركة لتمر أبي هريرة : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : [ ما رواه أبو العالية عن أبي هريرة : قال : أتيت رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بتميرات فقلت : ادع الله لي بالبركة فيهن فصفهن على يدي ثم دعا بالبركة فيهن ثم قال اجعلهن في المزود فإذا أردت شيئا فأدخل يدك فيه و لا تنثره قال أبو هريرة : فلقد حملت من ذلك التمر كذا و كذا وسقا في سبيل الله و كنا نأكل منه و نطعم و كان لا يفارق حقوي فلما كان يوم قتل عثمان انقطع فذهب ] .
دعاؤه لصاحب فرس عجفاء فقويت و أنتجت : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : [ مارواه جعيل الأشجعي قال غزوت مع رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم في بعض غزواته فقال : سر يا صاحب الفرس فقلت يا رسول الله هي عجفاء ضعيفة فرفع مخفقة معه فضربها بها و قال اللهم بارك له فيها قال : فلقد رأيتني ما أمسك رأسها أن تقدم الناس و لقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا ] .
دعاؤه للمدينة فبارك الله فيها : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : [ ما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قدم رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم المدينة و هي أوبأ أرض فقال : اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة و صححها لنا و بارك لنا في صاعها و مدها و انقل حماها إلى الجحفة فصارت كذلك ] .
دعاؤه على الكفار في بدر : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : [ أنه أخذ يوم بدر كفا من حصى و تراب و رمى به في وجوه القوم و قال : شاهت الوجوه فتفرق الحصى في المشركين و لم يصل ذلك الحصى و التراب أحدا إلا قتل أو أسر و فيه نزل قول الله تعالى : .
{ فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } ] .
دعاؤه للطفيل بن عمر و لقومه واستجابة الدعاء : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : [ أن الطفيل بن عمرو الدوسي قدم مكة و كان شاعرا لبيبا فقالت قريش : احذر محمدا فإن قوله كالسحر يفرق بين المرء و بين زوجه .
فأتاه في بيته و قال : يا محمد اعرض أمرك فعرض عليه الإسلام و تلا عليه القرآن فأسلم و قال : يا رسول الله إني امرؤ مطاع في قومي و إني راجع إليهم و داعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون عونا عليهم .
فقال : اللهم اجعل له آية فخرجت حتى إذا كنت بثنية وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت : اللهم في غير وجهي و أخشى أن يظنوا بي أنها مثلة فتحول فوقع في رأس سوطي فجعل الحاضرون يرون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق و أنا أهبط من الثنية ثم دعوت رؤساء قومي إلى الإسلام فأبطأوا .
فجئت رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنهم قد غلبوني على دوس فادع الله عليهم فقال اللهم إهد دوسا ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله و ارفق بهم فرجعت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوهم حتى أسلموا ] .
دعا النبي لابن أخطب أن يجمله الله فجمله : .
و من أعلامه صلى الله تعالى عليه و سلم : [ ما رواه أبو نهيك الأزدي عن عمرو بن أخطب قال : استسقى رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم ماء فأتيته بإناء فيه ماء و فيه شعرة فرفعتها ثم ناولته فقال : اللهم جمله قال : فرأيته بعد ثلاث و تسعين ما في رأسه و لحيته شعرة بيضاء .
و نهى رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم أن ينقي الرجل شعره في الصلاة فرأى رجلا ينقي شعره في الصلاة فقال قبح الله شعرك فصلع مكانه ] .
الفرق بين دعاء الأنبياء و سواهم : .
فإن قيل : فإجابة الأدعية لا تكون معجزة للنبوة لأنه قد تجاب دعوة غير الأنبياء .
قيل : أدعية الأنبياء مجابة على العموم في جميعها و أدعية غيرهم إن أجيبت فعلى الخصوص في بعضها : لأن الأنبياء منطقون بالحق فإذا نطقت ألسنتهم بالدعاء صادف ما أمروا به فأجيبوا إليه و غيرهم قد ينطق بالحق و بغيره فإن أجيبت أدعيتهم فهو تفضل يقف على مشيئة الله تعالى