وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

تضر . فمتى رغبتك البدايات بتسهيل ما تريد زهدتك النهايات بالوقوع فيما لا تريد . فالعاقل من زهد في الدنيا . وتأمل قول العزيز القهار : { إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } ( 39 ) غافر .
( 229 ) إنما جعلها محلاً للأغيار ومعدناً للأكدار تزهيداً لك فيها .
يعني أنه سبحانه إنما جعل الدنيا محلاً للأغيار كالأمراض والمحن ومعدن للأكدار التي تكدر الإنسان - فهو بمعنى ما قبله - ليزهدك فيها فورود الأكدار من جملة النعيم عليك لكونها تزهدك في الدنيا قبل أن يصل ضررها إليك .
( 230 ) علم أنك لا تقبل النصح المجرد فذوقك من ذواقها ما يسهل عليك وجود فراقها .
يعني أن الله سبحانه علم منك - يا من استحكم فيك حب الدنيا الفانية - أنك لا تقبل نصح الناصحين لك المجرد عن البلايا والأمراض فذوقك من ذواقها أي مما شأنه أن يذاق فيها من تلك المحن ما يسهل عليك فراقها فإن العبد إذا نزل به شيء من ذلك يتمنى الموت ومفارقة الدنيا . فعد ذلك عليك من أعظم المنن وإن ظهر لك في صورة البلايا والمحن . وأما لم يستحكم في قلبه حب الدنيا فإن مجرد النصح يكفيه . كما قال بعضهم : .
العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الملامة .
ولله در القائل : .
إن لله عباداً فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا .
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا .
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا