وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي يوم الاحد خامس عشرين صفر وصل إلى دمشق الامير الكبير صاحب بلاد الروم تمرتاش ابن جوبان قاصدا إلى مصر فخرج نائب السلطنة والجيش إلى تلقيه وهو شاب حسن الصورة تام الشكل مليح الوجه ولما انتهى إلى السلطان بمصر أكرمه وأعطاه تقدمة ألف وفرق أصحابه على الامراء وأكرموا إكراما زائدا وكان سبب قدومه إلى مصر أن صاحب العراق الملك أبا سعيد كان قد قتل أخاه جواجا رمشتق في شوال من السنة الماضية فهم والده جوبان بمحاربة السلطان أبي سعيد فلم يتمكن من ذلك وكان جوبان إذ ذاك مدبر الممالك فخاف تمرتاش هذا عند ذلك من السلطان ففر هاربا بدمه إلى السلطان الناصر بمصر .
وفي ربيع الاول توجه نائب الشام سيف الدين تنكز إلى الديار المصرية لزيارة السلطان فأكرمه واحترمه واشترى في هذه السفرة دار الفلوس التي بالقرب من البزوريين والجوزية وهي شرقيها وقد كان سوق البزورية اليوم يسمى سوق القمح فاشترى هذه الدار وعمرها دارا هائلة ليس بدمشق دار أحسن منها وسماها دار الذهب وهدم حمام سويد تلقاءها وجعله دار قرآن وحديث في غاية الحسن أيضا ووقف عليها أماكن ورتب فيه المشايخ والطلبة كما سيأتي تفصيلة في موضعه وأجتاز برجوعه من مصر بالقدس الشريف وزاره وأمر ببناء حمام به وبناء دار حديث أيضا به وخانقاه كما يأتي بيانه وفي آخر ربيع الاول وصلت القناة إلى القدس التي أمر بعمارتها وتجديدها سيف الدين تنكز قطلبك فقام بعمارتها مع ولاة تلك النواحي وفرح المسلمون بها ودخلت حتى إلى شط المسجد الاقصى وعمل به بركة هائلة وهي مرخمة ما بين الصخرة والاقصى وكان ابتداء عملها من شوال من السنة الماضية وفي هذه المدة عمر سقوف شرافات المسجد الحرام وإيوانه وعمرت بمكة طهارة ما يلي باب بني شيبة .
قال البرزالي وفي هذا الشهر كملت عمارة الحمام الذي بسوق باب توما وله بابان وفي ربيع الاخر نقض الترخيم الذي يحائط جامع دمشق القبلي من جهة الغرب مما يلي باب الزيادة فوجدوا الحائط متجافيا فخيف من أمره وحضر تنكز بنفسه ومعه العصاة وأرباب الخبرة فاتفق رأيهم على نقضه وإصلاحه وذلك يوم الجمعة بعد الصلاة سابع عشرين ربيع الاخر وكتب نائب السلطنة إلى السلطان يعلمه بذلك ويستأذنه في عمارته فجاء المرسوم بالاذن بذلك فشرع في نقضه يوم الجمعة خامس عشرين جمادي الاولى وشرعوا في عمارته يوم الاحد تاسع جمادي الاخرة وعمل محراب فيما بين الزيادة ومقصورة الخطابة يضاهي محراب الصحابة ثم جدوا ولازموا في عمارته وتبرع كثير من الناس بالعمل فيه من سائر الناس فكان يعمل فيه كل يوم أزيد من مائة رجل حتى كملت عمارة الجدار واعيدت طاقاته وسقوفه في العشرين من رجب وذلك بهمة تقي الدين بن مراجل