وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 354 @ | $ سورة الجن $ | بسم الله الرحمن الرحيم | .
تفسير سورة الجن من [ آية 1 - 2 ] | | قد مر أن في الوجود نفوسا أرضية قوية لا في غلظ النفوس السبعية والبهيمية | وكثافتها وقلة إدراكها ولا على هيئات النفوس الإنسانية واستعدادتها ليلزم تعلقها | بالأجرام الكثيفة الغالب عليها الأرضية ولا في صفاء النفوس المجردة ولطافتها لتتصل | بالعالم العلوي وتتجرد أو تتعلق ببعض الأجرام السماوية متعلقة بأجرام عنصرية لطيفة | غلب عليها الهوائية أو النارية أو الدخانية على اختلاف أحوالها . سماها بعض الحكماء : | الصور المعلقة ، ولها علوم وإدراكات من جنس علومنا وإدراكاتنا . ولما كانت قريبة | بالطبع إلى الملكوت السماوية أمكنها أن تتقلى من عالمها بعض الغيب فلا تستبعد أن | ترتقي إلى أفق السماء فتسترق السمع من كلام الملائكة أي : النفوس المجردة ، ولما | كانت أرضية ضعيفة بالنسبة إلى القوى السماوية تأثرت بتأثير تلك القوى فرجمت بتأثيرها | عن بلوغ شأوها وإدراك مداها من العلوم ، ولا تنكر أن تشتعل أجرامها الدخانية بأشعة | الكواكب فتحترق وتهلك أو تنزجر من الارتقاء إلى الأفق السماوي فتتسفل ، فإنها أمور | ليست بخارجة عن الإمكان ، وقد أخبر عنها أهل الكشف والعيان الصادقون من الأنبياء | والأولياء خصوصا أكملهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . | | وإن شئت التطبيق ، فاعلم : أن القلب إذا استعد لتلقي الوحي وكلام الغيب استمع | إليه القوى النفسانية من المتخيلة والوهم والفكر والعاقلة النظرية والعملية وجميع | المدركات الباطنة التي هي جن الوجود الإنساني ، ولما لم يكن الكلام الإلهي الوارد | على القلب بواسطة روح القدس من جنس الكلام المصنوع المتلقف بالفكر والتخيل أو | المستنتج من القياسات العقلية والمقدمات الوهمية والتخيلية ، قالوا : ! 2 < إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد > 2 ! أي : الصواب وذلك هو تأثرها بنور الروح وانتعاشها بمعاني | الوحي وتنورها بنوره وتأثيرها في سائر القوى من الغضبية والشهوية وجميع القوى البدنية | ! 2 < فآمنا به > 2 ! تنورنا بنوره واهتدينا إلى جناب القدس ! 2 < ولن نشرك بربنا أحدا > 2 ! أي : لن | نمثله بمثال من جنس مدركاتنا فنشبه به غيره ، بل نشايع السر في التوجه إلى جناب |