وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

199 - قوله تعالى : { خذ العفو } قال عبد الله بن الزبير : أمر الله نبيه E أن يأخذ العفو من أخلاق الناس وقال مجاهد : خذ العفو يعني العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تجسس وذلك مثل قبول الاعتذار والعفو والمساهلة وترك البحث عن الأشياء ونحو ذلك .
وروي أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول A لجبريل [ : ما هذا ؟ قال لا أدري حتى أسأله ثم رجع فقال : إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ] .
وقال ابن عباس Bهما والسدي و الضحاك و الكلبي : يعي خذ ما عفا لك من الأموال وهو الفضل عن العيال وذلك معنى قوله : { يسألونك ماذا ينفقون قل العفو } ( البقرة - 219 ) ثم نسخت هذه بالصدقات المفروضات قوله تعالى : { وأمر بالعرف } أي : بالمعروف وهو كل ما يعرفه الشرع وقال عطاء : وأمر بالعرف بلا إله إلا الله { وأعرض عن الجاهلين } أبي جهل وأصحابه نسختها آية السيف وقيل : إذا تسفه عليك الجاهل فلا تقابله بالسفه وذلك مثل قوله : { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } ( الفرقان - 63 ) وذلك سلام المتاركة قال جعفر الصادق : أمر الله نبيه A بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية .
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد { الجرجاني } ثنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ثنا الهيثم بن كليب ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي عن عائشة Bها أنها قالت : [ لم يكن رسول الله A فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ] .
ثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي ثنا أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ ثنا عماد بن محمد البغدادي ثنا أحمد بن محمد عن سعيد الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عمر بن إبراهيم يعني الكوفي ثنا يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر Bه قال : قال رسول الله A : [ إن الله بعثني لتمام مكارم ا لأخلاق وتمام محاسن الأفعال ]