وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

7 - قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم } قال ابن عباس وابن الزبير و محمد ابن إسحاق و السدي : أقبل أبو سفيان من الشام في عير لقريش في أربعين راكبا من كفار قريش فيهم : عمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل الزهري وفيها تجارة كثيرة وهي اللطيمة حتى إذا كانوا قريبا من بدر فبلغ النبي A ذلك فندب أصحابه إليه وأخبرهم بكثرة المال وقلة العدد وقال : هذه عير قريش فيها أموالكم فاخرجوا إليها لعل الله تعالى أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله A يلقى حربا .
فلما سمع أبو سفيان بمسير النبي A استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لعيرهم في أصحابه فخرج ضمضم سريعا إلى مكة .
وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له : يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني وخشيت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم على ما أحدثك قال لها : وما رأيت ؟ قالت : رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس قد اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ثم أخذ صخرة فأرسها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار من دورها إلا دخلتها منها قلقة .
فقال العباس : والله إن هذه لرؤيا رأيت ! فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش .
قال العباس : فغدوت أطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا قال : فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم فقال لي أبو جهل : يا بني عبد المطلب متى حدثت هذه النبية فيكم ؟ .
قلت : وما ذاك ؟ .
قال : الرؤيا التي رأت عاتكة ؟ .
قلت : وما رأت ؟ .
قال : يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن تنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ؟ قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال انفروا في ثلاث فأن يك ما قالت حقا فسيكون وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابا إنكم أكذب أهل بيت في العرب .
فقال العباس : والله ما كان مني إليه كبير إلا أني حجدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت شيئا ثم تفرقنا فما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقالت : أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم تكن عندك غيرة لشيء مما سمعت ؟ .
قال : قلت والله قد فعلت ما كان مني إليه من كثير وايم الله لأتعرضن له فإن عاد لأكفينكه .
قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه قال : فدخلت المسجد فرأيته فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال فأقع به وكان رجلا خفيفا حديد الوجه حديد اللسان حديد النظر إذ خرج نحو باب المسجد يشتد .
قال : قلت في نفسي : ماله لعنه الله ؟ أكل هذا فرقا مني أشتمه ؟ قال : فإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو وهو يصرخ ببطن الوادي وافقا على بعيره وقد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول : يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث قال : فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر فتجهز الناس سراعا فلم يتخلف من أشراف قريش أحد إلا أن أبا لهب قد تخلف وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة .
فلما اجتمعت قريش للمسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة بن الحارث فقالوا : نخشى أن يأتونا من خلفنا فكاد ذلك أن يثنيهم فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم وكان من أشراف بني بكر فقال : أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه .
فخرجوا سراعا وخرج رسول الله A في أصحابه في ليال مضت من شهر رمضان حتى إذا بلغ واديا يقال له ذفران فأتاه الخبر عن مسير قريش ليمنعوا عيرهم فخرج رسول الله A حتى إذا كان بالروحاء أخذ عينا للعوم فأخبره بهم .
وبعث رسول الله A أيضا عينا له من جهينة حليفا للأنصار يدعى عبد الله بن أريقط فأتاه بخبر القوم وسبقت العير رسول الله A فنزل جبريل وقال : إن الله وعدكم إحدى الطائفتين إما العير وإما قريشا وكانت الغير أحب إليهم فاستشار النبي A أصحابه في طلب العير وحرب النفير فقام أبو بكر فقال فأحسن ثم قام عمر فقال فأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك فوالله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد يعني مدينة الحبشة لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله A خيرا ودعا له بخير .
ثم قال رسول A : أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم عدد الناس وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا : يا رسول الله إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى دارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمامنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا فكان رسول الله A يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا على من دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم .
فلما قال ذلك رسول الله A قال له سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ .
قال : أجل .
قال : قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئتنا به هو الحق وأعطيتنا على ذلك { عهودا ومواثيق } على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر عند الحرب صدق في اللقاء ولعل الله تعالى يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر رسول الله A بقول سعد ونشط ذلك ثم قال : سيروا على بركة الله و أبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .
قال ثابت عن أنس قال : قال رسول الله A : هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان قال و يضع يده على الأرض هاهنا وهاهنا قال فما ماط أحد عن موضع يد رسول الله A فذلك قوله تعالى { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم } أي : الفريقين إحداهما أبو سفيان مر العير والأخرى أبو جهل مع النفير .
{ وتودون } أي : تريدون { أن غير ذات الشوكة تكون لكم } يعني العير التي ليس فيها قتال والشوكة : الشدة والقوة ويقال السلاح .
{ ويريد الله أن يحق الحق } أي يظهره ويعليه { بكلماته } بأمره إياكم بالقتال وقيل { بعداته } التي سبقت من إظهار الدين وإعزازه { ويقطع دابر الكافرين } أي : يستأصلهم حتى لا يبقى منهم أحد يعني : كفار العرب