وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

26 - { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم } أي : خلقنا لكم { لباسا } وقيل : إنما قال : ( أنزلنا ) لأن اللباس إنما يكون من نبات الأرض والنبات يكون بما ينزل من السماء فمعنى قوله : { أنزلنا } أي : أنزلنا أسبابه وقيل : كل بركات الأرض منسوبة إلى بركات السماء كما قال تعالى : { وأنزلنا الحديد } ( سورة الحديد 25 ) وإنما يستخرج الحديد من الأرض .
وسبب نزول هذه الآية : أنهم كانوا في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة ويقولون : لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فكان الرجال يطوفون بالنهار والنساء بالليل عراة .
وقال قتادة : كانت المرأة تطوف وتضع يدها على فرجها وتقول : .
( اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله ) .
فأمر الله سبحانه بالستر فقال : { قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم } يستر عوراتكم واحدتها سوأة سميت بها لأنه يسوء صاحبها انكشافها فلا تطوفوا عراة { وريشا } يعني : مالا في قول ابن عباس و مجاهد و الضحاك و السدي يقال : تريش الرجل إذا تمول وقيل : الريش الجمال أي : ما يتجملون به من الثياب وقيل : هو اللباس .
{ ولباس التقوى ذلك خير } قرأ أهل المدينة و ابن عامر و الكسائي { ولباس } بنصب السين عطفا على قوله { لباسا } وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء وخبره { خير } وجعلوا { ذلك } صلة في الكلام ولذلك قرأ ابن مسعود وأبي بن كعب { ولباس التقوى ذلك خير } .
واختلفوا في { لباس التقوى } قال قتادة و السدي : لباس التقوى هو الإيمان وقال الحسن : هو الحياء لأنه يبعث على التقوى .
وقال عطية عن ابن عباس : هو العمل الصالح وعن عثمان بن عفان أنه قال : السمت الحسن .
وقال عروة بن الزبير : لباس التقوى خشية الله وقال الكلبي : هو العفاف والمعنى : لباس التقوى خير لصاحبه إذا أخذ به مما خلق له من اللباس للتجمل .
وقال ابن الأنباري : لباس التقوى هو اللباس الأول وإنما أعاده إخبارا أن ستر العورة خير من التعري في الطواف .
وقال زيد بن علي : لباس التقوى الآلات التي يتقى بها في الحرب كالدرع والمغفر والساعد والساقين .
وقيل : لباس التقوى هو الصوف والثياب الخشنة التي يلبسها أهل الورع { ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون }