وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مستنده الشك ومعناه أنا مؤمن حقا إن شاء الله إذ قال الله تعالى لقوم مخصوصين بأعيانهم { أولئك هم المؤمنون حقا } فانقسموا إلى قسمين .
ويرجع هذا إلى الشك في كمال الإيمان لا في أصله وكل إنسان شاك في كمال إيمانه وذلك ليس بكفر .
والشك في كمال الإيمان حق من وجهين .
أحدهما : من حيث إن النفاق يزيل كمال الإيمان وهو خفي لا تتحقق البراءة منه .
والثاني : أنه يكمل بأعمال الطاعات ولا يدري وجودها على الكمال .
أما العمل فقد قال الله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } فيكون الشك في هذا الصدق .
وكذلك قال الله تعالى : { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } فشرط عشرين وصفا كالوفاء بالعهد والصبر على الشدائد .
ثم قال تعالى : { أولئك الذين صدقوا } .
وقد قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } .
وقال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل } الآية .
وقد قال تعالى : { هم درجات عند الله } .
وقال A " الإيمان عريان ولباسه التقوى ( 1 ) " الحديث .
وقال A " الإيمان بضع وسبعون بابا أدناها إماطة الأذى عن الطريق " .
فهذا ما يدل على ارتباط كمال الإيمان بالأعمال .
وأما ارتباطه بالبراءة عن النفاق والشرك الخفي فقوله A " أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وإن صلى وزعم أنه مؤمن : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر ( 2 ) " وفي بعض الروايات " وإذا عاهد غدر " .
وفي حديث أبي سعيد الخدري " القلوب أربعة : قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب عليه حكم له بها ( 3 ) " وفي لفظ آخر " غلبت عليه ذهبت به " .
وقال عليه السلام " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها ( 4 ) " .
وفي حديث : " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا ( 5 ) " .
وقال حذيفة Bه " كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله A يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات ( 6 ) " .
وقال بعض العلماء : أقرب الناس من النفاق من يرى أنه برئ من النفاق .
وقال حذيفة : المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد النبي A فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه .
وهذا النفاق يضاد صدق الإيمان وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه .
فقد قيل للحسن البصري : يقولون أن لا نفاق اليوم .
فقال : يا أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في الطريق .
وقال هو أو غيره : لو نبتت للمنافقين أذناب ما قدرنا أن نطأ على الأرض بأقدامنا .
وسمع ابن عمر Bه رجلا يتعرض للحجاج فقال : أرأيت لو كان حاضرا يسمع أكنت تتكلم فيه ؟ فقال : لا فقال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله A ( 7 ) .
وقال A : " من كان ذا لسانين في الدنيا جعله الله ذا لسانين في الآخرة " .
وقال أيضا A : " شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه " .
وقيل للحسن : إن قوما يقولون إنا لا نخاف النفاق .
فقال : والله لأن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من قلاع الأرض ذهبا .
وقال الحسن : إن من النفاق اختلاف اللسان والقلب والسر والعلانية والمدخل والمخرج .
وقال رجل لحذيفة Bه : إني أخاف أن أكون منافقا فقال : لو كنت منافقا ما خفت النفاق إن المنافق قد أمن النفاق .
وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين ومائة - وفي رواية خمسين ومائة - من أصحاب النبي A كلهم يخافون النفاق .
وروي أن رسول الله A كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا وأكثروا الثناء عليه .
فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم الرجل ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بيده وبين عينيه أثر السجود .
فقالوا : يا رسول الله هو هذا الرجل الذي وصفناه .
فقال A : أرى على وجهه سفعة من الشيطان .
فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي A : نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك ؟ .
فقال : اللهم نعم ( 8 ) .
فقال A في دعائه " اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم " .
فقيل له : أتخاف يا رسول الله ؟ .
فقال : وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وقد قال سبحانه { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } ( 9 ) قيل في التفسير : عملوا أعمالا ظنوا أنها حسنات فكانت في كفة السيئات .
وقال سري السقطي : لو أن إنسانا دخل بستانا فيه من جميع الأشجار عليها من جميع الطيور فخاطبه كل طير منها بلغة فقال : السلام عليك يا ولي الله . فسكنت نفسه إلى ذلك كان أسيرا في يديها .
فهذه الأخبار والآثار تعرفك خطر الأمر بسبب دقائق النفاق والشرك الخفي وأنه لا يؤمن منه حتى كان عمر بن الخطاب Bه يسأل حذيفة عن نفسه وأنه هل ذكر في المنافقين ؟ .
وقال سليمان الداراني : سمعت من بعض الأمراء شيئا فأردت أن أنكره فخفت أن يأمر بقتلى ولم أخف من الموت ولكن خشيت أن يعرض لقلبي التزين للخلق عند خروج روحي فكففت .
وهذا من النفاق الذي يضاد حقيقة الإيمان وصدقه وكماله وصفاءه لا أصله .
فالنفاق نفاقان : .
أحدهما : يخرج من الدين ويلحق بالكافرين ويسلك في زمرة المخلدين في النار .
والثاني : يفضي بصاحبه إلى النار مدة أو ينقص من درجات عليين ويحط من رتبة الصديقين وذلك مشكوك فيه ولذلك حسن الاستثناء فيه . وأصل هذا النفاق تفاوت بين السر والعلانية والأمن من مكر الله والعجب وأمور أخر لا يخلو عنها إلا الصديقون .
_________ .
( 1 ) - حديث " الإيمان عريان " .
تقدم في العلم .
( 2 ) - حديث " أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وصلى وزعم إنه مؤمن : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر " .
متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو .
( 3 ) - حديث " القلوب أربعة : قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب حكم له بها " .
أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه .
( 4 ) - حديث " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها " .
أخرجه أحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر .
( 5 ) - حديث " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا " .
أخرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان في الضعفاء من حديث أبي بكر ولأحمد والطبراني نحوه من حديث أبي موسى وسيأتي في ذم الجاه والرياء .
( 6 ) - حديث حذيفة " كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله A يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات " .
أخرجه أحمد بإسناد فيه جهالة وحديث حذيفة " المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد رسول الله A فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه وهذا النفاق يضاد صدق الإيمان وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه " .
أخرجه البخاري إلا أنه قال " شر " . بدل أكثر .
( 7 ) - حديث " سمع ابن عمر رجلا يتعرض للحجاج فقال : أرأيت لو كان حاضرا أكنت تتكلم فيه قال : لا قال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله A " .
رواه أحمد والطبراني بنحوه وليس فيه ذكر الحجاج .
( 8 ) - حديث " كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا فأكثروا من الثناء عليه فبينما هم كذلك إذ طلع رجل عليهم ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بين يديه وبين عينيه أثر السجود فقالوا : يا رسول الله هو هذا الرجل الذي وصفناه فقال A : أرى على وجهه سفعة من الشيطان فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي A : نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك ؟ فقال : اللهم نعم " .
أخرجه أحمد والبزار والدارقطني من حديث أنس .
( 9 ) - حديث " اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم فقيل له : أتخاف يا رسول الله فقال : وما يؤمنني والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وقد قال سبحانه : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } " .
أخرجه مسلم من حديث عائشة " اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل " ولأبي بكر بن الضحاك في الشمائل في حديث مرسل " وشر ما أعلم وشر ما لا أعلم "