وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قوله : ( ودين الله في الأرض والسماء واحد وهو دين الإسلام قال الله تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } وقال تعالى : { ورضيت لكم الإسلام دينا } وهو بين [ الغلو و ] التقصير و بين التشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الأمن والإياس ) .
ش : ثبت في الصحيح [ عن أبي هريرة Bه عن النبي A أنه قال : إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد ] وقوله تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } - عام في كل زمان ولكن الشرائع تتنوع كما قال تعالى : { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } فدين الإسلام هو ما شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده على ألسنة رسله وأصل هذا الدين وفروعه روايته عن الرسل وهو ظاهر غاية الظهور يمكن كل مميز من صغير وكبير وفصيح وأعجم وذكي وبليد - : أن يدخل فيه بأقصر زمان وإنه يقع الخروج منه بأسرع من ذلك من إنكار كلمة أو تكذيب أو معارضة أو كذب على الله أو ارتياب في قول الله تعالى أو رد لما أنزل أو شك فيما نفى الله عنه الشك أو غير ذلك مما في معناه فقد دل الكتاب والسنة على ظهور دين الإسلام وسهولة تعلمه وأنه يتعلمه الوافد ثم يولي في وقته واختلاف تعليم النبي A في بعض الألفاظ بحسب من يتعلم فإن كان بعيد الوطن كضمام بن ثعلبة النجدي ووفد عبد القيس علمهم ما لم يسعهم جهله مع علمه أن دينه سينشر في الآفاق ويرسل إليهم من يفقههم في سائر ما يحتاجون اليه ومن كان قريب الوطن يمكنه الإتيان كل وقت بحيث يتعلم على التدريج أو كان قد علم فيه أنه قد عرف ما لا بد منه - أجابه بحسب حاله وحاجته على ما تدل قرينة حال السائل كقوله : [ قل آمنت بالله ثم استقم ] وأما من شرع دينا لم يأذن به الله فمعلوم أن أصوله المستلزمة له لا يجوز أن تكون منقولة عن النبي A ولا عن غيره من المرسلين إذ هو باطل وملزوم الباطل باطل كما أن لازم الحق حق .
وقوله : بين الغلو والتقصير - قال تعالى : { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق } وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون } وفي الصحيحين [ عن عائشة Bها : أن ناسا من أصحاب رسول الله A سألوا أزواج رسول الله A عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم : لا آكل اللحم وقال بعضهم : لا أتزوج النساء وقال بعضهم : لا أنام على فراش فبلغ ذلك النبي A فقال : ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا ؟ ! لكني أصوم وأفطر وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ] وفي غير الصحيحين : [ سألوا عن عبادته في السر فكأنهم تقالوها ] وذكر في سبب نزول الآية الكريمة : [ عن ابن جريج عن عكرمة أن عثمان بن مظعون و علي بن أبي طالب و ابن مسعود و المقداد بن الأسود و سالم مولى أبي حذيفة Bهم في أصحابه - تبتلوا فجلسوا في البيوت واعتزلوا النساء ولبسوا المسوح وحرموا طيبات الطعام واللباس إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني اسرائيل وهموا بالإختصاء وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار فنزلت : { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } يقول : لا تسيروا بغير سنة المسلمين يريد ما حرموا من النساء والطعام واللباس وما أجمعوا له من قيام الليل وصيام النهار وما هموا به من الإختصاء فلما نزلت فيهم بعث النبي A إليهم فقال : إن لأنفسكم عليكم حقا وإن لأعينكم حقا صوموا وأفطروا وصلوا وناموا فليس منا من ترك سنتنا فقالوا : اللهم سلمنا واتبعنا ما أنزلت ] .
وقوله : وبين التشبيه والتعطيل - تقدم أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تشبيه فلا يقال : سمع كسمعنا ولا بصر كبصرنا ونحوه ومن غير تعطيل فلا ينفي عنه ما وصف به نفسه أو وصفه به أعرف الناس به : رسوله A فإن ذلك تعطيل وقد تقدم الكلام في هذا المعنى ونظير هذا القول قوله : ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه وهذا المعنى مستفاد من قوله تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فقوله : { ليس كمثله شيء } - رد على المشبهة وقوله : { وهو السميع البصير } - رد على المعطلة .
وقوله : وبين الجبر والقدر - تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى وأن العبد غير مجبور على أفعاله وأقواله وأنها [ ليست ] بمنزلة حركات المرتعش وحركات الأشجار بالرياح وغيرها وليست مخلوقة للعباد بل هي فعل العبد وكسبه وخلق الله تعالى .
وقوله : وبين الأمن والإياس - تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى وأنه يجب أن يكون العبد خائفا من عذاب ربه راجيا رحمته وأن الخوف والرجاء بمنزلة الجناحين للعبد في سيره إلى الله تعالى والدار الآخرة