وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قوله : ( وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن ) .
ش : قال تعالى : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما } وقال : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } وقال تعالى : { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله } وقال تعالى : { ولو شاء ربك ما فعلوه } وقال تعالى : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا } وقال تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء } وقال تعالى حكاية [ عن ] نوح عليه السلام إذ قال لقومه : { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم } وقال تعالى : { من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم } إلى غير ذلك من الأدلة على أنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكيف [ يكون ] في ملكه ما لا يشاء ! ومن أضل سبيلا وأكفر ممن يزعم أن الله شاء الإيمان من الكافر والكافر شاء الكفر فغلبت مشيئة الكافر مشيئة الله ! ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
فإن قيل : يشكل على هذا قوله تعالى : { سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا } الآية وقوله تعالى : { وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء } الآية وقوله تعالى : { وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون } فقد ذمهم الله تعالى حيث جعلوا الشرك كائنا منهم بمشيئة الله وكذلك ذم إبليس حيث أضاف الأغواء الى الله تعالى إذ قال : { رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين } .
قيل : قد أجيب على هذا بأجوبة من أحسنها : أنه أنكر عليهم ذلك لأنهم احتجوا بمشيئته على رضاه ومحبته وقالوا : لو [ كره ] ذلك وسخطه لما شاءه فجعلوا مشيئته دليل رضاه فرد الله عليهم ذلك أو أنه أنكر عليهم اعتقادهم أن مشيئة الله دليل على أمره به أو أنه أنكر عليهم معارضته شرعه وأمره الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه بقضائه وقدره فجعلوا المشيئة العامة دافعة للأمر فلم يذكروا المشيئة على جهة التوحيد وإنما ذكروها معارضين بها لأمره دافعين بها لشرعه كفعل الزنادقة والجهال إذا أمروا أو نهوا احتجوا بالقدر وقد احتج سارق على عمر Bه بالقدر فقال : وأنا أقطع يدك بقضاء الله وقدره يشهد لذلك قوله تعالى في الآية : { كذلك كذب الذين من قبلهم } فعلم أن مرادهم التكذيب فهو من قبل الفعل من أين له أن الله لم يقدره ؟ أطلع الغيب ؟ فإن قيل : فما يقولون في احتجاج آدم على موسى عليهما السلام بالقدر اذ قال له : أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين عاما ؟ وشهد النبي A أن آدم حج موسى أي : غلب عليه بالحجة ؟ .
قيل : تتلقاه بالقبول والسمع والطاعة لصحته عن رسول الله A ولا تتلقاه بالرد والتكذيب لراوية كما فعلت القدرية ولا بالتأويلات الباردة بل الصحيح أن آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب وهو كان أعلم بربه وذنبه بل آحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر فإنه باطل وموسى عليه السلام كان أعلم بأبيه وبذنبه [ من ] أن يلوم آدم على ذنب قد تاب منه وتاب الله عليه واجتباه وهداه وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة فاحتج آدم بالقدر على المصيبة لا على الخطيئة فان القدر يحتج به عند المصائب لا عند المعائب وهذا المعنى أحسن ما قيل في الحديث فما قدر من المصائب يجب الاستسلام له فإنه من تمام الرضى بالله ربا وأما الذنوب فليس للعبد أن يذنب وإذا أذنب فعليه أن يستغفر ويتوب فيتوب من المعائب ويصبرعلى المصائب قال تعالى : { فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك } وقال تعالى : { وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا } .
وأما قول إبليس : { رب بما أغويتني } انما ذم على احتجاجه بالقدر لا على اعترافه بالمقدر وإثباته له ألم تسمع قول نوح عليه السلام : { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون } ولقد أحسن القائل : .
( فما شئت كان [ و ] إن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن ) .
وعن وهب بن منبه أنه قال : نظرت في القدر فتحيرت ثم نظرت فيه فتحيرت ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه وأجهل الناس بالقدر أنطقهم به