وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قوله : ( وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن ) .
ش : أراد أكرم المؤمنين هو الأطوع لله والأتبع للقرآن وهو الأتقى والاتقى هو الأكرم قال تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وفي السنن [ عن النبي A أنه قال : لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض - : إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب ] وبهذا الدليل يظهر ضعف تنازعهم في مسألة الفقير الصابر والغني الشاكر وترجيح أحدهما على الآخر وأن التحقيق أن التفضيل لا يرجع إلى ذات الفقر والغنى وإنما يرجع إلى الأعمال والأحوال والحقائق فالمسألة فاسدة في نفسها فإن التفضل عند الله بالتقوى وحقائق الإيمان لا بفقر ولا غنى ولهذا - والله أعلم - قال عمر Bه : الغنى والفقر مطيتان لا أبالي أيهما ركبت والفقر والغنى ابتلاء من الله تعالى لعبده كما قال تعالى : { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن } الآية فإن استويا الفقير الصابر والغني الشاكر - في التقوى استويا في الدرجة وإن فضل أحدهما فيها فهو الأفضل عند الله فإن الفقر والغنى لا يوزنان وإنما يوزن الصبر والشكر ومنهم من أحال المسألة من وجه آخر : وهو أن الإيمان [ نصف ] صبر ونصف شكر فكل منهما لا بد له من صبر وشكر وإنما أخذ الناس فرعا من الصبر وفرعا من الشكر وأخذوا في الترجيح فجردوا غنيا منفقا متصدقا باذلا ماله في وجوب القرب شاكرا لله عليه وفقيرا متفرغا لطاعة الله ولأداء العبادات صابرا على فقره وحينئذ يقال : إن أكملهما أطوعهما وأتبعهما فإن تساويا تساوت درجتهما والله أعلم ولو صح التجريد لصح أن يقال : أيما أفضل معافى شاكر أو مريض صابر أو مطاع شاكر أو مهان صابر أو آمن شاكر أو خائف صابر ؟ ونحو ذلك