وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

7 - { صراط الذين أنعمت عليهم } بدل من الأول بدل الكل وهو في حكم تكرير العامل من حيث إنه المقصود بالنسبة وفائدته التوكيد والتنصيص على أن طريق المسلمين هو المشهود عليه بالاستقامة علىآكد وجه وأبلغه لأنه جعل كالتفسير والبيان له فكأنه من البين الذي لا خفاء فيه أن الطريق المستقيم ما يكون طريق المؤمنين وقيل : { الذين أنعمت عليهم } الأنبياء و قيل : النبي A وأصحابه وقيل : أصحاب موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قبل التحريف والنسخ وقرئ : { صراط الذين أنعمت عليهم } والإنعام : إيصال النعمة وهي في الأصل الحالة التي يستلذها الإنسان فأطلقت لما يستلذه من النعمة وهي اللين ونعم الله وأن كانت لا تحصى كما قال : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } تنحصر في جنسين : دنيوي وأخروي .
والأول : قسمان : وهبي وكسبي والوهبي قسمان : روحاني كنفخ الروح فيه وأشراقه بالعقل وما يتبعه من القوى كالفهم والفكر والنطق وجسماني كتخليق البدن والقوى الحالة فيه والهيئات العارضة له من الصحة وكمال الأعضاء والكسبي تزكية النفس عن الرذائل وتحليتها بالأخلاق السنية والملكات الفاضلة وتزيين البدن بالهيئات المطبوعة والحلى المستحسنة وحصول الجاه والمال .
والثاني : أن يغفر له ما فرط ويرضى منه ويرضى عنه ويبوئه في أعلى عليين مع الملائكة المقربين أبد الآبدين والمراد هو القسم الأخير وما يكون وصلة إلى نيله من الآخرة فإن ما عدا ذلك يشترك فيه المؤمن والكافر .
{ غير المغضوب عليهم ولا الضالين } بدل من { الذين } على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب والضلال أو صفة له مبينة أو مقيدة على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة وهي نعمة الإيمان وبين السلامة من الغضب والضلال وذلك إنما يصح بأحد تأويلين إجراء الموصول مجرى النكرة إذ لم يقصد به معهود كالمحلى في قوله : .
( ولقد أمر على اللئيم يسبني ) .
وقوله : إني لأمر على الرجل مثلك فيكرمني أو جعل غير معرفة بالإضافة لأنه أضيف إلى ما له ضد واحد وهو المنعم عليهم فيتعين تعين الحركة من غير السكون .
وعن ابن كثير نصبه على الحال من الضمير المجرور والعامل أنعمت أو بإضمار أعني أو بالاستثناء أن فسر النعم بما يعم القبيلين والغضب : ثوران النفس إرادة الانتقام فإذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية على ما مر وعليهم في محل الرفع لأنه نائب مناب الفاعل بخلاف الأول ولا مزيدة لتأكيد ما في غير من معنى النفي فكأنه قال : لا المغضوب عليهم ولا الضالين ولذلك جاز أنا زيدا غير ضارب كما جاز أنا زيدا لا ضارب وإن امتنع أنا زيدا مثل ضارب وقرئ { ولا الضالين } والضلال : العدول عن الطريق السوي عمدا أو خطأ وله عرض عريض والتفاوت ما بين أدناه وأقصاه كثير قيل : { المغضوب عليهم } اليهود لقوله تعالى فيهم : { من لعنه الله وغضب عليه } و { الضالين } النصارى لقوله تعالى : { قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا } وقد روي مرفوعا ويتجه أن يقال : المغضوب عليهم العصاة والضالين الجاهلون بالله لأن النعم عليه من وفق للجمع بين معرفة الحق لذاته والخير للعمل به وكان المقابل له من اختل إحدى قوتيه العاقلة والعاملة والمخل بالعمل فاسق مغضوب عليه لقوله تعالى في القاتل عمدا { وغضب الله عليه } والمخل بالعقل جاهل ضال لقوله : { فماذا بعد الحق إلا الضلال } وقرئ : و لا الضألين بالهمزة على لغة من جد في الهرب من التقاء - آمين - اسم الفعل الذي هو استجب وعن ابن عباس قال سألت رسول الله A عن معناه فقال : افعل بني على الفتح كأين لالتقاء الساكنين وجاء مد ألفه وقصرها قال : .
( ويرحم الله عبدا قال آمينا ) .
وقال ( : أمين فزاد الله ما بيننا بعدا ) .
وليس من القرآن وفاقا لكن يسن ختم السورة به لقوله E [ علمني جبريل آمين عند فراغي من قراءة الفاتحة وقال إنه كالختم على الكتاب ] وفي معناه قول علي Bه : آمين خاتم رب العالمين ختم به دعاء عبده يقوله الإمام ويجهر به في الجهرية لما روي عن وائل بن حجر أنه E كان إذا قرأ ولا الضالين قال آمين ورفع بها صوته .
وعن أبي حنيفة Bه أنه لا يقوله والمشهور عنه أنه يخفيه كما رواه عبدالله بن مغفل و أنس و المأموم يؤمن معه لقوله E : [ إذا قال الإمام { ولا الضالين } فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ] وعن أبي هريرة Bه أن رسول الله A قال لأبي [ ألا أخبرك بسورة لم ينزل في التوراة والإنجيل والقرآن مثلها قال : قلت بلى يا رسول الله قال : فاتحة الكتاب إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ] .
وعن ابن عباس Bهما قال : [ بينما رسول الله A جالس إذ أتاه ملك فقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفا منهما إلا أعطيته ] .
وعن حذيفة بن اليمان أن رسول الله A قال : [ إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب : { الحمد لله رب العالمين } فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة ]