وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب تحذير النبي A أمته الذين يجادلون بمتشابه القرآن وعقوبة الإمام لمن يجادل فيه .
[ حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد الجبائي قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال : إن عائشة Bها قالت : تلا رسول الله A هذه الآية : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } إلى آخر الآية فقال رسول الله A : فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه أو به فهم الذين عنى الله D فاحذروهم ] .
[ حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف قال : حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة Bها قالت : إن رسول الله A قرأ هذه الاية فقال A : إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله D فاحذروهم ] .
[ حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال : حدثنا يحيى بن حكيم قال : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال : حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة Bها قالت : إن النبي A تلا هذه الآية : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } إلى قوله : { إلا أولو الألباب } فقال E : .
يا عائشة إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله D فاحذروهم ] .
ولهذا الحديث طرق جماعة .
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال : حدثنا إسماعيل بن أبي المحارب قال : حدثنا مكي بن إبراهيم قال : حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن يزيد بن حفصة عن السائب بن يزيد قال : أتي عمر بن الخطاب Bه فقالوا : يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن فقال : اللهم أمكني منه فبينما عمر Bه ذات يوم يغدي الناس إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة يتغدى حتى إذا فرغ قال : يا أمير المؤمنين { والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا } فقال عمر Bه : أنت هو ؟ فقام إليه فحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك ألبسوه ثيابه واحتملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده ثم ليقم : خطيبا ثم ليقل : إن صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه .
أخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي قال : حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال : حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار قال : إن رجلا من بني تميم يقال له : صبيغ بن عسل قدم المدينة وكانت عنده كتب فجعل يسأل عن متشابه القرآن فبلغ ذلك عمر Bه فبعث إليه وقد أعد له عراجين النخل فلما دخل عليه جلس فقال له عمر Bه : من أنت ؟ فقال : أنا عبد الله صبيغ فقال عمر Bه : وأنا عبد الله عمر ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين فما زال يضربه حتى شجه فجعل الدم يسيل على وجهه فقال : حسبك يا أمير المؤمنين فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي .
قال محمد بن الحسين : فإن قال قائل : فمن سأل عن تفسير : { والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا } استحق الضرب والتنكيل به والهجرة ؟ .
قيل له : لم يكن ضرب عمر Bه له بسبب هذه المسألة ولكن لما بلغ عمر Bه ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه علم أنه مفتون قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به وبطلب علم سنن رسول الله A أولى به فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه سأل عمر Bه ربه أن يمكنه منه حتى ينكل به وحتى يحذر غيره لأنه راع يجب عليه تفقد رعيته في هذا وفي غيره فأمكنه الله D منه .
وقد قال عمر بن الخطاب Bه : سيكون أقوام يجادلونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله D .
حدثنا أبو محمد الحسن بن علويه القطان قال : حدثنا عاصم بن علي قال : حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال : إن عمر بن الخطاب Bه قال : إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله D .
قال محمد بن الحسين : وهكذا كان من بعد عمر علي بن أبي طالب Bه إذا سأله إنسان عما لا يعنيه : عنفه ورده إلى ماهو أولى به .
وروي أن علي بن أبي طالب Bه قال يوما : سلوني فقام ابن الكواء فقال : ما السواد الذي في القمر ؟ فقال له : قاتلك الله سل تفقها ولا تسأل تعنتا ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك ؟ ثم قال : ذاك محو الليل .
قلت : وقد كان العلماء قديما وحديثا يكرهون غفل المسائل ويردونها ويأمرون بالسؤال عما يعني خوفا من المراء والجدال الذي نهوا عنه : [ نهى النبي A عن قيل وقال وكثرة السؤال ] [ ونهى A عن الأغلوطات ] وقال النبي : [ أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته ] كل هذا خوفا من المراء والجدال والخصومة في الدين .
فاسلكوا طريق من سلف من أئمتكم يستقم لكم الأمر الرشيد وتكونوا على المحجة الواضحة إن شاء الله تعالى .
فقد أثبت في ترك المراء والجدال ما فيه كفاية لمن عقل والله سبحانه وتعالى الموفق لمن أحب