وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب الرد على القدرية .
قال محمد بن الحسين C : .
حسبي الله ونعم الوكيل والحمد لله أهل الحمد والثناء والعزة والبقاء والعظمة والكبرياء أحمده على تواتر نعمه وقديم إحسانه وقسمه حمد من يعلم ان مولاه الكريم يحب الحمد فله الحمد على كل حال وصلى الله على البشير النذير السراج المنير سيد الأولين والآخرين ذلك محمد A رسول رب العالمين وعلى آله الطيبين وعلى أصحابه المنتخبين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين .
أما بعد فإن سائل سأل عن مذهبنا في القدر ؟ .
فالجواب في ذلك - قبل أن نخبره بمذهبنا - : أنا ننصح للسانل ونعلمه أنه لايحسن بالمسلمين التنقير والبحث عن القدر لأن القدر سر من أسرار الله D بل الإيمان بما جرت به المقادير من خير أو شر : واجب على العباد أن يؤمنوا به ثم لا يأمن العبد أن يبحث عن القدر فيكذب بمقادير الله الجارية على العباد فيضل عن طريق الحق .
قال النبي A : [ ما هلكت أمة قط إلا بالشرك بالله D وما أشركت أمة حتى يكون بدو شركها : التكذيب بالقدر ] .
قال محمد بن الحسين C : ولولا أن الصحابة Bهم لما بلغهم عن قوم ضلال شردوا عن طريق الحق وكذبوا بالقدر فردوا عليهم قولهم وكفرهم وكذلك التابعون لهم بإحسان سبوا من تكلم بالقدر وكذب به ولعنوهم ونهوا عن مجالستهم وكذلك أئمة المسلمين ينهون عن مجالسة القدرية وعن مناظرتهم ويبينوا للمسلمين قبيح مذاهبهم فلولا أن هؤلاء ردوا على القدرية لم يسع من بعدهم الكلام على القدر بل الإيمان بالقدر : خيره وشره واجب قضاء وقدر وما قدر يكن وما لم يقدر لم يكن فإذا عمل العبد بطاعة الله D علم أنها بتوفيق الله D له فيشكره على ذلك وإن عمل بمعصيته ندم على ذلك وعلم أنها بمقدور جرى عليه فذم نفسه واستغفر الله D .
هذا مذهب المسلمين .
وليس لأحد على الله D حجة بل لله الحجة على خلقه قال الله D : { قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين } .
ثم اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أن مذهبنا في القدر أن نقول : إن الله D خلق الجنة وخلق النار ولكل واحدة منهما أهلا وأقسم بعزته أنه سيملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين ثم خلق آدم عليه السلام واستخرج من ظهره كل ذرية هو خالقها إلى يوم القيامة .
ثم جعلهم فريقين : فريق في الجنة وفريق في السعير وخلق إبليس وأمره بالسجود لآدم عليه السلام وقد علم أنه لا يسجد للمقدور الذي قد جرى عليه من الشقوة التي قد سبقت في العلم من الله D لا معارض لله الكريم في حكمه يفعل في خلقه ما يريد عدلا من ربنا قضاؤه وقدره وخلق آدم وحواء عليهما السلام للأرض خلقهما أسكنهما الجنة وأمرهما أن يأكلا منها رغدا ما شاءا ونهاهما عن شجرة واحدة أن يقرباها وقد جرى مقدوره أنهما سيعصيانه بأكلهما من الشجرة فهو تبارك وتعالى في الظاهر ينهاهما وفي الباطن من علمه : قد قدر عليهما أنهما يأكلان منها قال تعالى : { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } لم يكن لهما بد من أكلهما سببا للمعصية وسببا لخروجهما من الجنة إذ كانا للأرض خلقا وأنه سيغفر لهما بعد المعصية كل ذلك سابق في علمه لا يجوز أن يكون شيء يحدث في جميع خلقه إلا وقد جرى مقدوره به وأحاط به علما قبل كونه أنه سيكون خلق الخلق كما شاء لما شاء فجعلهم شقيا وسعيدا قبل أن يخرجهم إلى الدنيا وهم في بطون أمهاتهم وكتب آجالهم وكتب أرزاقهم وكتب أعمالهم ثم أخرجهم إلى الدنيا وكل إنسان يسعى فيما كتب له وعليه ثم بعث رسله وأنزل عليهم وحيه وأمرهم بالبلاغ لخلقه فبلغوا رسالات ربهم ونصحوا قومهم فمن جرى في مقدور الله D أن يؤمن آمن ومن جرى في مقدوره أن يكفر كفر قال الله D : { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير } أحب من أراد من عباده فشرح صدره للإيمان والإسلام ومقت آخرين فختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فلن يهتدوا أبدا يضل من يشاء ويهدي من يشاء { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } 0 الخلق كلهم له يفعل في خلقه ما يريد غير ظالم لهم جل ذكره عن أن ينسب ربنا إلى الظلم إنما يظلم من يأخذ ما ليس له بملك وأما ربنا D فله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وله الدنيا والآخرة جل ذكره وتقدست أسماؤه أحب الطاعة من عباده وأمر بها فجرت ممن أطاعه بتوفيقه لهم ونهى عن المعاصي وأراد كونها من غير محبة منه لها ولا للأمر بها تعالى الله D أن يأمر بالفحشاء أو يحبها وجل ربنا وعز أن يجري في ملكه ما لم يرد أن يجري أو شيء لم يحط به علمه قبل كونه قد علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم وبعد أن يخلقهم قبل أن يعملوا قضاء وقدرا قد جرى القلم بأمره D في اللوح المحفوظ بما يكون من بر أو فجور يثني على من عمل بطاعته من عبيده ويضيف العمل إلى العباد ويعدهم عليه الجزاء العظيم ولولا توفيقه لهم ما عملوا ما استوجبوا به منه الجزاء { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } وكذا ذم قوما عملوا بمعصيته وتوعدهم على العمل بها وأضاف العمل إليهم بما عملوا وذلك بمقدور جرى عليهم يضل من يشاء ويهدي من يشاء .
قال محمد بن الحسين C تعالى : هذا مذهبنا في القدر الذي سأل عنه السائل .
فإن قال قائل : ما الحجة فيما قلت ؟ .
قيل له : كتاب الله D وسنة رسوله A وسنة أصحابه Bهم والتابعين لهم بإحسان وقول أئمة المسلمين .
فإن قال : فاذكر من ذلك ما نزداد به علما ويقينا .
قيل له : نعم إن شاء الله تعالى والله الموفق لكل رشاد والمعين عليه إن شاء الله تعالى