وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب ذكر ما أخبر الله D أن مشيئة الخلق تبع لمشيئته سبحانه وتعالى فمن شاء الله له أن يهتدي اهتدى ومن شاء لم يهتد أبدا .
قال D : { كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } .
وقال D : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد } .
وقال D : { وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين } .
وقال D : { والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم } .
وقال D : { اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين * ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل } .
وقال D : { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون } .
وقال D : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } .
قال : أخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا إسماعيل بن علية عن منصور بن عبد الرحمن قال : قلت للحسن : قوله D : { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } قال : ومن رحم ربك غير مختلفين قلت : لذلك خلقهم ؟ قال : نعم خلق هؤلاء للجنة وخلق هؤلاء للنار وخلق هؤلاء للرحمة وخلق هؤلاء لعذابه .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال : قدم علينا رجل من أهل الكوفة وكان مجانبا للحسن لما كان يبلغه عنه في القدر حتى لقيه فسأله الرجل أو سئل وهو حاضر عن هذه الآية ؟ { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } قال : لا يختلف أهل رحمة الله قال : ولذلك خلقهم ؟ قال : خلق الله D أهل الجنة للجنة وأهل النار للنار قال : وكان الرجل بعد ذلك يذب عن الحسن .
وقال الله D : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم } .
وقال D : { لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } .
وقال D لنبيه E : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } .
وقال لنبيه A : { إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور * إن أنت إلا نذير } .
وقال D : { ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته } .
وقال D : { كلا إنه تذكرة * فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة } .
وقال D : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا } بعد أن حذر من النار وشوق إلى الجنات وما أعد فيها لأوليائه فقال بعد ذلك : { إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا } ثم قال : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } إلى أخر السورة .
وقال الله D : { لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } .
أخبرنا الفريابى قال : حدثنا أبو أنس مالك بن سليمان قال : حدثنا بقية بن الوليد عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة Bه قال : لما أنزل الله D على رسوله A : { لمن شاء منكم أن يستقيم } قالوا : الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن لم نشأ لم نستقم فأنزل الله D : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } .
قال محمد بن الحسين رحمة الله عليه : اعتبروا يا مسلمين هل لقدري في جميع ما تلوته حجة ؟ إلا خذلان وشقوة .
قال : أخبرنا الفريابي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال : قال مالك بن أنس : ما أضل من كذب بالقدر ! لو لم تكن عليهم فيه حجة إلا قوله D : { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } لكفى بها حجة .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو أنس مالك بن سليمان قال : حدثنا بقية - يعني ابن الوليد - عن مبشر بن عبيد عن عطاء بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس Bهما في قول الله D : { كما بدأكم تعودون * فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة } وكذلك خلقهم حين خلقهم فجعلهم مؤمنا وكافرا وسعيدا وشقيا وكذلك يعودون يوم القيامة مهتدين وضلالا .
أخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن سفيان - يعني الثوري - عن سالم بن أبي حفصة عن محمد بن كعب القرظي في قول الله D : { ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر } قال : نزلت تعييرا لأهل القدر .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أنس بن عياض عن أبي حازم قال : قال الله D : { فألهمها فجورها وتقواها } قال : فالتقي ألهمه التقوى والفاجر ألهمه الفجور .
قال محمد بن الحسين C : وقد قال زيد بن أسلم : والله ما قالت القدرية كما قال الله D ولا كما قالت الملائكة ولا كما قال النبيون ولا كما قال أهل الجنة ولا كما قال أهل النار ولا كما قال أخوهم إبليس قال : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } وقالت الملائكة : { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا } وقال النبيون عليهم السلام منهم شعيب عليه السلام : { وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا } وقال أهل الجنة : { الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } وقال أهل النار : { ربنا غلبت علينا شقوتنا } وقال أخوهم إبليس : { رب بما أغويتني } .
أخبرنا الفريابي قال : حدثنا خالد بن الواسطي - المعروف بكردوس - قال : حدثنا يعقوب بن محمد قال : حدثنا الزبير بن حبيب عن زيد بن أسلم أنه قال هذا .
قال محمد بن الحسين C : وصدق زيد بن أسلم ونحن نزيد على ما قال زيد بن أسلم مما قالته الأنبياء مما هو حجة على أهل القدر ومما قاله أهل النار بعضهم لبعض مما فيه حجة على أهل القدر .
فأول ما أبدأ بذكره هاهنا - بعد ذكرنا لما مضى زيادة على ماقال زيد بن أسلم - : ذكرنا عن الله D ما قال مما يفتضح به أهل القدر ونذكر ما قالته الأنبياء مما هو رد على أهل القدر الذين زيغ بهم عن طريق الحق والذين قد لعب بهم الشيطان واستحوذ عليهم واتبعوا غير سبيل المؤمنين .
قال الله D في قوم أشقاهم وأضلهم عن طريق الحق قال جل ذكره : { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون } .
قال محمد بن الحسين C : هكذا القدري يقال له : قال الله D : كذا وقال : كذا وقال رسول الله A : كذا وقال : كذا وقالت الاننياء : كذا وقالت صحابة نبينا : كذا وقال أئمة المسلمين : كذا ولا يسمع ولا يعقل إلا ما هو عليه من مذهبه الخبيث أعاذنا الله وإياكم من سوء مذهبهم ورزقنا وإياكم التمسك بالحق وثبت قلوبنا على شريعة الحق إنه ذو فضل عظيم وأعاذنا من زيغ القلوب فإن المؤمنين قد علموا أن قلوبهم بيد الله D يزيغها إذا شاء عن الحق ويهديها إذا شاء الحق ومن لم يؤمن بهذا كفر .
قال الله D فيما أرشد أنبياءه إليه والمؤمنين من الدعاء أرشدهم في كتابه أن يقولوا : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } .
[ أخبرنا أبو بكر حدثنا يحيى بن محمد الجبائي قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا يونس وهشام والمعلى بن زياد عن الحسن قال : قالت عائشة Bها : دعوة كان رسول الله A يكثر أن يدعو بها : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت : فقلت : يا رسول الله ما دعوة أسمعك تكثر أن تدعو بها ؟ فقال : إنه ليس من أحد إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله D إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيفه أزاغه ] .
قال محمد بن الحسن C : ثم نذكر ما قالته الأنبياء عليهم السلام خلاف ما قالته القدرية قال الله عن نوح عليه السلام في محاجته لقومه لما قالوا : { يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين * ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون } .
قال الله D عن شعيب لقومه : { قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كنا كارهين * قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا } .
وقال شعيب أيضا لقومه : { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } .
وقال الله D في قصة يوسف عليه السلام : { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } .
وقال يوسف عليه السلام : { رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } قال الله D : { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم } .
وقال إبراهيم عليه السلام : { رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } .
وقال موسى عليه السلام لما دعا على فرعون : { ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما } .
وقال D فيما أخبر عن أهل النار : { وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص } .
قال محمد بن الحسين C : فقد أقر أهل النار : أن الهداية من الله D لا من أنفسهم .
قال محمد بن الحسين C : اعتبروا رحمكم الله بقول الأنبياء عليهم السلام وقول أهل النار كل ذلك حجة على القدرية .
واعلموا رحمكم الله : أن الله D بعث رسله وأمرهم بالبلاغ حجة على من أرسلوا إليهم فلم يجبهم إلى الإيمان إلا من سبقت له من الله D الهداية ومن لم تسبق له من الله الهداية وفي مقدوره أنه شقي من أهل النار : لم يجبهم وثبت على كفره وقد أخبركم الله D يا مسلمين بذلك .
نعم وقد حرص محمد A والأنبياء من قبله على هداية أممهم فما نفعهم حرصهم إذ كان في مقدوره D أنهم لا يؤمنون .
فإن قال قائل : بين لنا هذا الفصل من كتاب الله D فإنا نحتاج إلى معرفته .
قيل له : قال الله D : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } .
ثم قال لنبيه A : { إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين } .
ثم قال لنبيه A وقد أحب هداية بعض من يحبه فأنزل الله D : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } .
وقال لنبيه أيضا A : { قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون } .
وقال D : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم } .
قال محمد بن الحسين C : كل هذا بين لكم الرب D به أن الأنبياء إنما بعثوا مبشرين ومنذرين وحجة على الخلق فمن شاء الله له الإيمان آمن ومن لم يشأ الله له الإيمان لم يؤمن قد فرغ الله D من كل شيء قد كتب الطاعة لقوم وكتب المعصية على قوم ويرحم أقواما بعد معصيتهم إياه فيتوب عليهم وقوم لا يرحمهم ولا يتوب عليهم { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عمن سمع عبيد بن عمير قال : قال آدم عليه السلام : يارب أرأيت ما ابتدعته : من قبل نفسي أو شيء قدرته علي قبل أن تخلقني ؟ قال : لا بل شيء قدرته عليك قبل أن أخلقك قال : فذلك قوله D { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } ] .
[ حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن بكار القافلاني قال : حدثنا الحسن بن يحيى الجرجاني قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد بن عمير قال : قال آدم عليه السلام لربه D - وذكر خطيئته - يارب أرأيت معصيتي التي عصيتك : أشيء كتبته علي قبل أن تخلقني أو شيء ابتدعته من نفسي ؟ قال : بل شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك قال : فكما كتبته علي فاغفره لي قال : فذلك قول الله D : { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } ] .
قال محمد بن الحسين C : قد ذكرنا الحجة من كتاب الله D فيما ابتدأنا بذكره من أمر القدر ثم نذكر الحجة من سنن رسول الله A لأن الحجة إذا كانت من كتاب الله D ومن سنة رسول الله A فليس لمخالف بعدها حجة ونحن نزيد المسألة فنقول : ومن سنة أصحاب رسول الله A والتابعين لهم بإحسان وقول أئمة المسلمين من التابعين وغيرهم .
قال محمد بن الحسين C : لقد شقي من خالف هذه الطريقة وهم القدرية .
فإن قال قائل : هم عندك أشقياء ؟ قلت : نعم .
فإن قال قائل : بماذا ؟ .
قلت : كذا قال النبي A وسماهم مجوس هذه الأمة وقال : [ .
إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم ] .
وسنذكر هذا في بابه إن شاء الله تعالى