وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب شجرة طوبى .
قال محمد بن الحسين C : قد ذكر الله D ما أعد للمؤمنين من الكرامات في الجنة في غير موضع من كتاب الله D وعلى لسان رسوله A .
فكان مما أكرمهم به أنه قال D : { الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب } .
وقد بين النبي A عن شجرة طوبى وما أعد الله D فيها من كرامات للمؤمنين مما يكرمهم به من زيارتهم لربهم D على النجب من الياقوت قد نفخ فيها الروح فيرون الله D فيتجلى لهم وينظر إليهم وينظرون إليه ويكلمهم ويكلمونه ويسلم عليهم ويزيدهم من فضله .
وأنا أذكره ليقر الله D به أعين المؤمنين ويسخن به أعين الملحدين والله ولي التوفيق .
[ أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا يزيد بن خالد بن وهب الرملي قال : حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم سليمان ابن عمرو العتواري عن أبي سعيد الخدري Bه عن رسول الله A : أن رجلا قال : طوبى لمن رآك وآمن بك فقال : طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني فقال رجل : يا رسول الله وما طوبى ؟ .
قال : شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ] .
[ وحدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال : حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم قال : حدثني عبد الله بن زياد الرملي عن زرعة بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر Bهما قال : ذكر عند رسول الله A طوبى فقال : يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى ؟ قال : الله D ورسوله أعلم قال : طوبى : شجرة في الجنة لا يعلم ما طولها إلا الله D يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ورقها الحلل يقع عليها طير كأمثال البخت قال أبو بكر Bه : إن هناك لطيرا ناعما يا رسول الله قال : أنعم منه من يأكله وأنت منهم إن شاء الله يا أبا بكر ] .
[ حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن بدينا الدقاق - إملاء - قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال : حدثنا المعافى بن عمران عن أبي إياس إدريس بن سنان عن وهب بن منبه عن محمد بن علي قال إدريس : ثم لقيت محمد بن علي بن الحسين ابن فاطمة Bهم أجمعين فحدثني قال : قال رسول الله A ] .
[ ح ] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري - إملاء - قال : حدثنا إسحاق بن داود القنطري عن أحمد بن عبد الله بن يونس قال : حدثنا المعافى بن عمران قال : حدثنا إدريس بن سنان عن وهب بن منبه عن محمد بن علي ابن الحسين ابن فاطمة Bهم .
قال إدريس : ثم لقيت محمد بن علي بن الحسين : فحدثني قال : قال رسول الله A : إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسخر للراكب الجواد أن يسير في ظلها لسار مائة عام قبل أن يقطعها ورقها وساقها : برود خضر وزهرتها : رياض صفر وأفنانها سندس وإستبرق وثمرها : حلل خضر وماؤها : زنجبيل وعسل وبطحاؤها : ياقوت أحمر وزبرجد أخضر وترابها : مسك وعنبر وكافور أبيض وحشيشها : زعفران منير والألنجوج : يتأجج من غير وقود ويتفجر من أصلها أنهار السلسبيل والمعين والرحيق وظلها : مجلس من مجالس أهل الجنة ومتحدث لجمعهم فبينما هم في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجبا خلقت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كان وجوهها المصابيح نضارا وحسنا وبرها من خز أحمر مرعز أبيض لم ينظر الناظرون إلى مثلها حسنا وبهاء وجمالا ذللا من غير مهابة نجبا من غير رياضة عليها رحال ألواحها من الدر واليواقيت مفصصة باللؤلؤ والمرجان صفائحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم : إن ربكم D يقرئكم السلام ويستزيدكم لتنظروا إليه وينظر إليكم ويحيكم وتحيونه ويكلمكم وتكلمونه ويزيدكم من فضله وسعته إنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم فيتحول كل رجل منهم على راحلته ثم انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوت من شيء شيئا ولا يفوت أذن ناقة أذن صاحبتها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا أكفتهم بثمرتها ورحلت لهم عن طريقهم كراهية أن ينثلم صفهم أو تفرق بين الرجل ورفيقه فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى أسفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيمة فحياهم بالسلام فقالوا : ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك حق الجلال والإكرام فقال لهم تبارك وتعالى : إنني أنا السلام ومني السلام ولي حق الجلال والإكرام فمرحبأ بعبادي الذين حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا مني على وجل مشفقين فقالوا : ربنا وعزتك وعظمتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك فقال لهم ربهم D : قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم ولطالما نصبتم لي الأبدان وأعنيتم لي الوجوه فالآن أفضيتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي فسلوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم فإني لن أجزيكم اليوم أعمالكم ولكن بقدر رحمتي وكرامتي وطولي وجلالي وعلو مكاني وعظمة سلطاني فلا يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى إن المقصر منهم في أمنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا من يوم خلقها الله D إلى يوم أفناها فقال لهم ربهم تبارك وتعالى : لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وما تمنيتم وألحقت بكم وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم فانظروا إلى مواهب ربكم الذي وهب لكم فإذا بقباب في الرفيق الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان وإذا أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها سندس وإستبرق ومنابرها من نور يفور من أبوابها أعراصها نور شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري فإذا بقصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهو نورها فلولا أنه سخرها للمعت الأبصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالحرير الأبيض وما كان منها من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالعبقري الأحمر وما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر وما كان منها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بأرجوان أصفر مبثوثة بالزمرد الأخضر والذهب الأحمر والفضة البيضاء بروجها وأركانها من الجوهر وشرفها قباب من اللؤلؤ فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم D قربت لهم براذين من الياقوت الأبيض منفوخ فيها الروح يجنبها الولدان المخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين لجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت سرجها مفروشة بالسندس والإستبرق فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم وتطوف بهم رياض الجنة فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحوهم ويهنوهم بكرامة ربهم D فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطول به عليهم ربهم D مما سألوه وتمنوا وإذا على باب كل قصر من تلك القصورأربع جنان : جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان فيهما عينان نضاختان وفيهما من كل فاكهة زوجان وحور مقصورات في الخيام فلما تبوءوا منازلهم واستقر قرارهم قال لهم ربهم D : { فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم } قال : أفرضيتم بمواهب ربكم ؟ قالوا : نعم رضينا ربنا فارض عنا قال : فبرضاي عليكم حللتم داري ونظرتم إلى وجهي الكريم وصافحتم ملائكتي فهنيئا هنيئا لكم عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنقيص ولا تصريم فعند ذلك قالوا : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب } .
قال محمد بن الحسين C : هذه الأحاديث والأخبار كلها يصدق بعضها بعضا .
وظاهر القرآن يبين أن المؤمنين يرون الله D فالإيمان بهذا واجب فمن آمن بما ذكرنا فقد أصاب حظه من الخير إن شاء الله في الدنيا والاخرة ومن كذب بجميع ما ذكرنا وزعم أن الله D لا يرى في يوم القيامة فقد كفر ومن كفر بهذا فقد كفر بأمور كثيرة مما يجب عليه الإيمان به .
وسنبين جميع ما يكذب به الجهمي في كتاب غير هذا الكتاب إن شاء الله فإن اعترض بعض من استحوذ عليهم الشيطان فهم في غيهم يترددون ممن يزعم أن الله D لا يرى في الآخرة واحتج بقول الله D : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } وجحد النظر إلى الله D بتأويله الخاطىء لهذه الاية .
قيل له : يا جاهل إن الذي أنزل الله D عليه القرآن وجعله الحجة على خلقه وأمره بالبيان لما أنزل عليه من وحيه هو أعلم بتأويلها منك يا جهمي هو الذي قال لنا إنكم سترون ربكم D كما ترون هذا القمر فقبلنا عنه ما بشرنا به من كرامة ربنا D على حسب ما تقدم ذكرنا له من الأخبار الصحاح عند أهل الحق من العلم ثم فسر لنا الصحابة Bهم بعده ومن بعدهم التابعين : { وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة } وفسروه بالنظر إلى وجه الله D وكانوا بتفسير القرآن وبتفسير ما احتججت به من قوله D : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } أعرف منك وأهدى منك سبيلا والنبي A فسر لنا قول الله D : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } وكانت الزيادة : النظر إلى وجه الله D وكذا عند صحابته Bهم واستغنى أهل الحق بهذا مع تواتر الأخبار الصحاح عن النبي A بالنظر إلى وجه الله D فقبلها أهل العلم أحسن قبول وكانوا بتأويل الآية التي عارضت بها أهل الحق أعلم منك يا جهمي .
فإن قال قائل : فما تأويل قوله D : { لا تدركه الأبصار } .
قيل : معناها عند أهل العلم : أي ألا تحيط به الأبصار ولا تحويه D وهم يرونه من غير إدراك ولا يشكون في رؤيته كما يقول الرجل : رأيت السماء وهو صادق ولم يحط بصره بكل السماء ولم يدركها وكما يقول الرجل : رأيت البحر وهو صادق ولم يدرك بصره كل البحر ولن يحيطه ببصره وهو صادق هكذا فسره العلماء إن كنت تعقل .
حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال : حدثنا زهير بن محمد المروزي قال : أخبرنا عمرو بن طلحة القناد قال : أخبرنا أسباط بن نصر عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس Bه { ولقد رآه نزلة أخرى } أن النبي A أن النبي A رأى ربه D فقال رجل عند ذلك : أليس قال الله D : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } فقال له عكرمة : أليس ترى السماء ؟ قال : بلى قال : أو كلها ترى ؟ .
حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال : حدثنا أبو داود السجستاني قال : سمعت أحمد بن حنبل C - وقيل له في رجل حدث بحديث عن رجل عن أبي العطوف - يعني أن الله D لا يرى في الآخرة فقال : لعن الله من حدث بهذا ثم قال : أخزى الله هذا