وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولكن هل تساءلنا كم عدد الجائعين في المناطق الفقيرة من العالم: كالهند، وباكستان، وسيلان، والفلبّين؟! وكيف يهنأ ذوو الثروة من المسلمين بحياتهم وأمامهم هذا الواقع الصارخ، وهذا المنسك الصارخ أيضاً ؟!. (ح) الحلق والتقصير: وهذا منسكٌ رائع المضمون أيضاً، يحمل معنى الإعلام بدخول الحاجّ في العائلة الإبراهيميّة المسلمة الموحّدة من جهة، ويتعايش مع التاريخ الإسلامي، والركب الفاتح لمكّة، الصانع لذلك المنعطف المهمّ للمسيرة. وقد سُئل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف صار الحلق على الصرورة ([43]) واجباً دون من قد حجّ؟ فقال: «... ليصير بذلك موسَماً بسمة الآمنين. ألا تسمع قول الله عزّ وجلّ: (لَتَدخُلَنّ المسجدَ الحرامَ إنْ شاء آمنينَ مُحلِّقينَ رُؤُوسَكُم ومُقَصِّرين لا تَخافُون) ([44]) » ([45]) فالصرورة يحلِق ليُعلن الانضمام، فإذا كرّر الحجَّ قصَّر ليؤكّدَ ذلك. هذا، وهناك معان أُخرى كالتطهير يشعّ بها هذا العمل العبادي الجليل. وهكذا رأينا: كيف تتلاحم أعمال الحجّ في تركيبة رائعة لتؤدّي الغرض الإنساني المطلوب. ولكن دعنا نلحظ تناغمها مع العناصر الأُخرى في تركيبة الحجّ ذات الهندسة الإلهيّة. ثانياً ـ المحرّمات: ويقصد بها: محرّمات الإحرام من جهة، وبعض المحرّمات التي لا يجوز ارتكابها في الحرم. والمهمّ التركيز على المحرّمات الأُولى لنلاحظ أنّها تترك مشاعر كبرى في