وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

سورة الحج 15 16 أى من تحت أشجارها وإن جعلت عبارة عن مجموع الارض والاشجار فاعتبار التحتية بالنظر الى الجزء الظاهر المصحح لإطلاق اسم الجنة على الكل كما مر تفصيله فى أوائل سورة البقرة وقوله تعالى إن الله يفعل ما يريد تعليل لما قبله وتقرير له بطريق التحقيق أى يفعل البتة كل ما يريده من الافعال المتقنة اللائقة المبنية على الحكم الرائقة التى من جملتها إثابة من آمن به وصدق رسول الله A وعقاب من اشرك به وكذب برسول الله A ولما كان هذا من آثار نصرته تعالى له A عقب بقوله عز وعلا من كان يظن أن لن ينصره الله فى الدنيا والآخرة تحقيقا لها وتقريرا لثبوتها على أبلغ وجه وآكده وفيه إيجاز بارع واختصار رائع والمعنى أنه تعالى ناصر لرسوله فى الدنيا والآخرة لا محالة من غير صارف بلويه ولا عاطف يثنيه فمن كان يغيظه ذلك من اعاديه وحساده ويظن أن لن يفعله تعالى بسبب مدافعته ببعض الامور ومباشرة ما يرده من المكايد فليبالغ فى استفراغ المجهود وليجاوز فى الجد كل حد معهود فقصارى أمره وعاقبة مكره أن يختنق حنقا مما يرى من ضلال مساعيه وعدم إنتاج مقدماته ومباديه فليمدد بسبب الى السماء فليمدد حبلا الى سقف بيته ثم ليقطع أى ليختنق من قطع إذا اختنق لأنه يقطع نفسه بحبس مجاريه وقيل ليطع الحبل بعد الاختناق على أن المراد به فرض القطع وتقديره كما أن المراد بالنظر فى قوله تعالى فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ تقدير النظر وتصويره أى فليصور فى نفسه النظر هل يذهبن كيده ذلك الذى هو أقصى ما انتهت إليه قدرته فى باب المضادة والمضارة ما يغيظه من النصرة كلا ويجوز أن يراد فلينظر الآن أنه إن فعل ذلك هل يذهب ما يغيظه وقيل المعنى فليمدد حبلا الى السماء المظلة وليصعد عليه ثم ليقطع الوحى وقيل ليقطع المسافة حتى يبلغ عنانها فيجتهد فى دفع نصره ويأباه أن مساق النظم الكريم بيان أن الأمورالمفروضة على تقدير وقوعها وتحققها بمعزل من إذهاب ما يغيظ ومن البين أن لا معنى لفرض وقوع الأمور الممتنعة وترتيب الأمر بالنظر عليه لاسيما قطع الوحى فإن فرض وقوعه مخل بالمرام قطعا وقيل كان قوم من المسلمين لشدة غيظهم وحنقهم على المشركين يستبطئون ما وعد الله ورسوله A من النصر وآخرون من المشركين يريدون اتباعه A ويخشون أن لا يثبت أمره فنزلت وقد فسر النصر بالرزق فالمعنى أن الرزاق بيد الله تعالى لا تنال إلا بمشيئته تعالى فلا بد للعبد من الرضا بقسمته فمن ظن أن الله تعالى غير رازقه ولم يصبر ولم يستسلم فليبلغ غاية الجزع وهو الاختناق فإن ذلك لا يغلب القسمة ولا يرده مرزوقا وكذلك أى مثل ذلك الإنزال البديع المنطوى على الحكم البالغة أنزلناه أى القرآن الكريم كله وقوله تعالى آيات بينات أى واضحات الدلالة على معانيها الرائقة حال من الضمير المنصوب مبينة لما أشير إليه بذلك وأن الله يهدى به ابتداء أو يثبت على الهدى أو يزيد فيه من يريد هدايته