وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

غافر 4 6 ورجحا بها لا إله إلا هو فيجب الاقبال الكلى على طاعته في أوامره ونواهيه إليه المصير فحسب لا إلى غيره لا استقلالا ولا اشتراكا فيجزى كلا من المطيع والعاصى ما يجادل في آيات الله أي بالطعن فيها واستعمال المقدمات الباطلة لإدحاض الحق كقوله تعالى وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق إلا الذين كفروا بها وأما الذين آمنوا فلا يخطر ببالهم شائبة شبهة منها فضلا عن الطعن فيها وأما الجدال فيها لحل مشكلاتها وكشف معضلاتها واستنباط حقائقها الكلية وتوضيح مناهج الحق في مضايق الأفهام ومزالق الاقدام وإبطال شبه أهل الزيغ والضلال فمن أعظم الطاعات ولذلك قال إن جدالا في القرآن كفر بالتنكير للفرق بين جدال وجدال والفاء في قوله تعالى فلا يغررك تقلبهم في البلاد لترتيب النهى أو وجوب الانتهاء على ما قبلها من التسجيل عليهم بالكفر الذي لا شئ أمقت منه عند الله تعالى ولا أجلب لخسران الدنيا والآخرة فإن من تحقق ذلك لا يكاد يغتر بما لهم من حظوظ الدنيا وزخارفها فإنهم ماخوذون عما قليل أخذ من قبلهم من الامم حسبما ينطق به قوله تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم أي الذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح مثل عاد وثمود وأضرابهم وهمت كل أمة من تلك الامم العاتية برسولهم وقرئ برسولها ليأخذوه ليتمكنوا منه فيصيبوا به ما أرادوا من تعذيب أو قتل من الاخذ بمعنى الاسر وجادلوا بالباطل الذي لا أصل ولا حقيقة له اصلا ليدحضوا به الحق الذي لا محيد عنه كما فعل هؤلاء فأخذتهم بسبب ذلك اخذ عزيز مقتدر فكيف كان عقاب الذي عاقبتهم به فإن آثار دمارهم عبرة للناظرين ولآخذن هؤلاء أيضا لاتحادهم في الطريقة واشتراكهم في الجريرة كما ينبئ عنه قوله تعالى وكذلك حقت كلمة ربك أي كما وجب وثبت حكمه تعالى وقضاؤه بالتعذيب على أولئك الامم المكذبة المتحزبة على رسلهم المجادلة بالباطل لإدحاض الحق به وجب أيضا على الذين كفروا أي كفروا بك وتحزبوا عليك وهموا بما لم ينالوا كما ينبئ عنه إضافة اسم الرب إلى ضميره فإن ذلك للاشعار بان وجوب كلمة العذاب عليهم من احكام تربيته التي من جملتها نصرته وتعذيب أعدائه وذلك إنما يتحقق بكون الموصول عبارة عن كفار قومه لا عن الامم المهلكة وقوله تعالى انهم اصحاب النار في حيز النصب بحذف لام التعليل أي لانهم مستحقو اشد العقوبات وأفظعها التي هي عذاب النار وملازموها ابدا لكونهم كفارا معاندين متحزبين على الرسول كدأب من قبلهم من الامم المهلكة فهم لسائر فنون العقوبات اشد استحقاقا واحق استيجابا وقيل هو في محل الرفع على انه بدل من كلمة ربك والمعنى مثل ذلك