وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

5051 - سورة النساء عنا بالليل وما عملنا بالليل كفر عنا بالنهار أي انظر إليهم فتعجب من ادعائهم أنهم أزكياء عند الله تعالى مع ما هم عليه من الكفر و الإثم العظيم أو من ادعائهم التكفير مع استحالة أن يغفر للكافر شيء من كفره أو معاصيه و فيه تحذير من إعجاب المرء بنفسه و بعمله .
بل الله يزكي من يشاء عطف على مقدر ينساق إليه الكلام كأنه قيل هم لا يزكونها في الحقيقة لكذبهم و بطلان اعتقادهم بل الله يزكي من يشاء تزكيته ممن يستأهلها من المرتضين من عباده المؤمنين إذ هو العليم الخبير بما ينطوي عليه البشر من المحاسن و المساوى و قد وصفهم الله بما هم متصفون به من القبائح و أصل التزكية نفى ما يستقبح بالفعل أو القول .
ولا يظلمون عطف على جملة قد حذفت تعويلا على دلالة الحال عليها و إيذانا بأنها غنية عن الذكر أي يعاقبون بتلك الفعلة القبيحة و لا يظلمون في ذلك العقاب .
فتيلا أي أدنى ظلم و أصغره و هو الخيط الذي فى شق النواة يضرب به المثل في القلة و الحقارة و قيل التقدير يثاب المزكون ولا ينقص من ثوابهم شيء أصلا و لا يساعده مقام الوعيد .
انظر كيف يفترون على الله الكذب كيف نصب إما على التشبيه بالظرف أ و بالحال على الخلاف المشهور بين سيبويه و الأخفش و العامل يفترون و به تتعلق على أي في أي حال أو على أي حال يفترون عليه تعالى الكذب و المراد بيان شناعة تلك الحال و كمال فظاعتها و الجملة في محل النصب بعد نزع الخافض و النظر متعلق بها و هو تعجيب إثر تعجيب و تنبيه على أن ما ارتكبوه متضمت لأمرين عظيمين موجبين للتعجب ادعاؤهم الاتصاف بما هم متصفون بنقيضه و افتراؤهم على الله سبحانه فإن ادعاءهم الزكاء عنده تعالى متضمن لادعائهم قبول الله و ارتضاءه إياهم تعالى عن ذلك علوا كبير ولكون هذا أشنع من الأول جرما و اعظم قبحا لما فيه من نسبته سبحانه وتعالى الى ما يستحيل عليه بالكلية من قبول الكفر و ارتضائه لعباده و مغفرة كفر الكافر و سائر معاصيه وجه النظر الى كيفيته تشديدا للتشنيع وتأكيدا للتعجيب والتصريح بالكذب مع أن الافتراء لا يكون إلا كذبا لللبالغة في تقبيح حالهم .
وكفى به أى بافترائهم هذا من حيث هو افتراء عليه تعالى مع قطع النظر عن مقارنتة لتزكية أنفسهم وسائر آثامهم العظام .
إثما مبينا ظاهرا بينا كونه إثما والمعنى كفى ذلك وحده في كونهم أشد إثما من كل كفار أثيم أو في استحقاقهم لأشد العقوبات لما مر سره وجعل الضمير لزعمهم مما لا مساغ له لإخلاله بتهويل أمر الافتراء فتدبر .
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب تعجيب من حال أخرى لهم ووصفهم بما ذكر من إيتاء النصيب لما مر من منافاته لما صدر عنهم من القبائح وقوله D .
يؤمنون بالجبت والطاغوت اسئناف مبين لمادة التعجب مبنى على سؤال ينساق إليه الكلام كأنه قيل ماذا يفعلون حين ينظر إليهم فقيل يؤمنون الخ والجبت الأصنام وكل ما عبد من دون الله تعالى فقيل أصله الجبس وهو الذي