وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ذكر فصول في الدعاء يحتاج إلى معرفتها ـ قال البيهقي C : الدعاء قول للقائل يا الله أو يا رحمن أو يا رحيم و ما أشبه ذلك و هو أيضا نداء قال الله عز و جل : { كهيعص * ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا } ـ قال : { و زكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا } ـ و في آية أخرى : { هنالك دعا زكريا ربه قال رب } ـ و معنى رب يا رب فثبت أن الدعاء نداء و النداء دعاء غير أن له أركانا و أولاهن : أن يكون المرغوب فيه مما يبلغ قدر السائل أن يسأله و تفسيره أنه ليس لأحد أن يتشبه بإبراهيم عليه السلام فيدعو الله جل ثناؤه أن يريه كيف يحيي الموتى و لا أن يتشبه بموسى عليه السلام فيقول : { رب أرني أنظر إليك } ـ و لا أن يتشبه بعيسى عليه السلام فيقول : { ربنا أنزل علينا مائدة من السماء } ـ و لا لأحد أن يسأل الله تعالى إنزال ملك عليه فيسأله عن خبر من أخبار السماء أو إحياء أبويه لأن نقض العادات إنما يكون من الله تعالى لتأييد من يدعو إلى دينه لا لشهوات العباد و مناهم إلا أن يكون السائل نبيا فيجمع إجابته إياه أمنيته و تأييده بما يصدق دعوته و لكنه إن دعا كما دعا نوح عليه السلام فقال : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } ـ جاز و إنما يبعثه عليه بعض أعداء الله و كذلك إن حدثت له ضرورة من جوع أو برد شديد أو غير ذلك في بادية هو مأذون له في دخولها من جهة الشرع أو أصابه عمى و لا قائد له فدعا الله أن يكشف ما به الضر مطلقا كان ذلك جائزا و إن كان في إصابته إياه نقض العادة و قد يفعل به ذلك من غير مسألته جزاء له لتوكله و قوة إيمانه ـ قال و من أركانه : أن لا يكون عليه في سؤال ما يسأل حرج ـ و منها : أن يكون له في السؤال غرض صحيح ـ و منها : أن يكون حسن الظن بالله عز و جل عند الدعاء فتكون الإجابة على قلبه أغلب من الرد ـ و منها : أن يدعو الله بأسمائه الحسنى و صفاته العليا قال الله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } ـ و منها : أن يسأل ما يسأل بجد و حقيقة و لا يأخذ دعاء مؤلفا فيسرده سردا و هو عن حقائقه غافل ـ و منها : أن لا يشغله الدعاء عن فريضة لله تعالى حاضرة فيفوتها ـ و منها : أن يكون دعاؤه سؤالا بالحقيقة لا اختبارا لربه جل ثناؤه ـ و منها : أن يصلح لسانه إذا دعا فلا يخاطب ربه جل ثناؤه بما لو خاطب به كفؤه و قرينه نسبة إلى قلة الحياة و سوء الأدب أو ركاكة العقل ـ و منها : أن لا يدعو ضجرا مستعجلا يضمر أنه إن أجيب في الوقت الذي يريد و إلا يئس و ترك بل يدعو متعبدا متخشعا يضمر أنه لا يزال يدعو و يتضرع إلى أن يجاب و كلما زادت الإجابة عنده تراخيا زاد الدعاء تتابعا و تواليا ـ و منها : أن حاجته إذا عظمت لم يسألها الله عز و جل مستعظما إياها في ذات الله تعالى بل يسأله الصغيرة و الكبيرة سؤالا واحدا و يرى منة الله تعالى في إجابته إليها عظيمة ـ و إما آدابه فمنها : أن يقدم التوبة أمام الدعاء ـ و منها : الجد في الطلب و الإلحاح ـ و منها : المحافظة على الدعاء في الرخاء دون تخصيص حال الشدة و البلاء ـ و منها : أن يعزم إذا سأله ـ و منها : أن يدعو ثلاثا ـ و منها : أن يقتصر على جوامع الدعاء ما لم تعرض له حاجة بعينها فينص عليها ـ و منها : افتتاح الدعاء و ختمه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ و منها : أن يدعو و هو طاهر ـ و منها : أن يدعو و هو مستقبل القبلة ـ و منها : أن يدعو في دبر صلواته ـ و منها : أن يرفع اليدين حتى يحاذي بهما المنكبين إذا دعا ـ و منها : أن يخفض صوته الدعاء ـ و منها : أن يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الدعاء ـ و منها : أن يحمد الله عز و جل إذا عرف الإجابة ـ و منها : أن لا يخلي يوما و لا ليلة من الدعاء ـ قال : و يتحرى للدعاء الأوقات و الأحوال و المواطن التي يرجى فيها الإجابة تماما ـ فأما الأوقات فمنها : ما بين الظهر و العصر من يوم الأربعاء ـ و منها : ما بين زوال الشمس من يوم الجمعة إلى أن تغرب الشمس ـ و منها : الدعاء في الأسحار ـ و منها : عند فيئ الأفياء ـ و منها : الدعاء يوم عرفة ـ و أما الأحوال فمنها : حال النداء للصلاة ـ و منها : حين فطر الصائم ـ و منها : عند نزول الغيث ـ و منها : عند التقاء الصفين ـ و منها : عند اجتماع المسلمين على الدعاء ـ و منها : أدبار المكتوبات ـ و منها : عند القيام من المجلس ـ و أما المواطن فالموقفان و الجمرتان و عند البيت و الملتزم خاصة و على الصفا و المروة ـ و قد ذكر الحليمي C : تفسير كل فصل من هذه الفصول و أشار إلى دلالته من الكتاب و السنة و الأثر و نحن قد ذكرنا بعض ما حضرنا من ذلك في كتاب الدعوات فأغنى ذلك عن إعادتها ها هنا و بالله التوفيق