وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب الدليل على أن الطاعات كلها إيمان ـ قال الله D في وصف المؤمنين : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } إلى قوله : { أولئك هم المؤمنون حقا } فأخبر أن المؤمنين هم الذين جمعوا هذه الأعمال فدل ذلك على أنها من جوامع الإيمان قال الحليمي C تعالى : إذا ثبت لك أن الموصوفين في هذه الآية إنما استوجبوا اسم المؤمنين حقا لمكان الأعمال التي وصفهم الله تعالى بها و لم تكن الأعمال المتعبد بها هذه وحدها ـ صح أن المراد بذكرها هي و ما في معناها من الأعمال المفروضة أو المندوب إليها فالصلاة إشارة إلى الطاعات التي تقام بالأبدان خاصة و الإنفاق مما رزق الله إشارة إلى الطاعات التي تقام بالأموال وجل القلب إشارة الاستقامة من كل وجه و يدخل فيها إقامة الطاعات و الانزجار عن المعاصي قال : و الآية فيمن ذكر الله وجل قلبه و ليس ارتكاب المعاصي و مخالفة الأوامر من إمارات الوجل و الآية فيمن إذا تليت عليه آيات الله زادته إيمانا و ليس التخلف عن الفرائض و القعود عن الواجبات اللوازم من زيادة الإيمان بسبيل فصح أن الذين نفينا أن يكونوا مؤمنين حقا و أوجبنا أن يكونوا ناقصي الإيمان غير داخلين في الآية قال الله D : { و لكن الله حبب إليكم الإيمان و زينه في قلوبكم و كره إليكم الكفر و الفسوق و العصيان } فقابل بين ما حببه إلينا و بين ما كره إلينا ثم أفرد الإيمان بالذكر فيما حبب و قابله بالكفر و الفسوق فيما كره فدل ذلك على أن للإيمان ضدين أو أن من الإيمان ما ينقضه الكفر و من الإيمان ما ينقضه الفسوق و في ذلك ما أبان أن الطاعات كلها إيمان و لولا ذلك لم يكن الفسوق ترك الإيمان و الله أعلم قال الحافظ أبو بكر البيهقي ـ C : و فصل بين الفسق و العصيان و في ذلك دلالة على أن المعاصي ما لا يفسق به و إنما يفسق بارتكاب ما يكون منها من الكبائر أو الإصرار على ما يكون منها من الصغائر و اجتناب جميع ذلك من الإيمان و بالله التوفيق و قال الله تعالى : { و ما كان الله ليضيع إيمانكم } و أجمع المفسرون على أنه أراد به : صلاتكم إلى بيت المقدس فثبت أن الصلاة إيمان و إذا ثبت ذلك فكل طاعة إيمان إذ لا فرق يفرق بينهما قال الإمام أحمد البيهقي : و قد روينا في الحديث الثابت عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب في صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما قدم المدينة قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم حولت إلى البيت و أنه مات قبل أن تحول رجال و قتلوا فلم يدر ما نقول فيهم فأنزل الله D : { وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم }