وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

1430 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي من أصل كتابه ثنا الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي حدثني رجل بمكة عن ابن أبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال Y سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي و كان وصافا عن حلية النبي صلى الله عليه و سلم و أنا أشتهي أن يصف لي شيئا منها أتعلق به قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما مفخما يتلالأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع و أقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحاجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمه أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن و الصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين و المنكبين و أعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط القصب شثن الكفين و القدمين سائل الأطراف خمصان الأخمصين مسح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفؤا و يمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب و إذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه يبدأ من لقيه بالسلام .
قال : قلت صف لي منطقه ؟ .
قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم متواصل الأحزان دائم الفكر ليست له راحة و لا يتكلم في غير حاجة طويل السكوت يفتح الكلام و يختمه بأشداقه و يتكلم بجوامه الكلم فصل لا فضول و لا تقصير دمث ليس بالجافي و لا المهين يعظم النعمة و إن دقت و لا يذم منها شيئا و لا يذم ذواقا و لا يمدحه و في رواية غيره لم يكن ذواقا و لا مدحة و لا تغضبه الدنيا و ما كان لها فإذا تعوطى الحق لم يعرفه أحد و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له و لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها و إذا تعجب قلبها و إذا تحدث اتصل بها يضرب براحته اليمنى على باطن إبهامه اليسرى و إذا غضب أعرض و أشاح و إذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم و يفتر عن مثل حب الغمام .
قال : فكتمها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته و وجدته قد سأل أباه عن مدخله و مجلسه و مخرجه و شكله فلم يدع منه شيئا .
قال : قال الحسين : سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءا لله تعالى و جزءا لأهله و جزءا لنفسه ثم جزأ جزأه بينه و بين الناس فيرد ذلك على العامة و الخاصة و لا يدخره عنهم شيئا و كان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه و قسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة و منهم ذو الحاجتين و منهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم و يشغلهم فيما يصلحهم و الأمة من مسألته عنهم و إخبارهم بالذي ينبغي لهم و يقول لهم : ليبلغ الشاهد الغائب و ابلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك و لا يقبل من أحد غيره يدخلون عليه روادا و لا يتفرقون إلا عن ذواق و يخرجون أدلة قال : .
و سألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه .
فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخزن لسانه إلا مما يعنيه و يؤلفهم و لا يفرقهم .
أو قال : يتفرقهم شك أبو غسان و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم .
و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي على أحد بشره و لا خلقه و يتفقد أصحابه و يسأل الناس عما في الناس و يحسن الحسن و يقويه و يقبح القبيح و يوهيه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغلفوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر من الحق و لا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و موازرة .
قال : فسألته عن مجلسه .
فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر و لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك و يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابرة حتى يكون هو المنصرف من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه و خلقه فصار لهم أبا و صاروا في الحق سواء مجلسه مجلس حلم و حياء و صبر و أمانة لا ترفع فيه الأصوات و لا تؤبن فيه الحرم و لا تثنى فلتاته متعادلين متفاضلين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير و يرحمون فيه الصغير و يؤثرون ذا الحاجة و يحوطون أو قال : يحفظون فيه الغريب .
قال : قلت : كيف كانت سيرته في جلسائه .
قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب و لا فحاش و لا عياب و لا مداح يتغافل عمل لا يشتهي و لا يويس منه و لا يحبب فيه قد ترك نفسه من ثلاث : كان لا يذمر أحدا و لا يعيره و لا يطلب عورته و لا يتكلم إلا بما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير و إذا سكت تكلموا و لا يتنازعوا عنده بشيء من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم حديث أولهم يضحك مما يضحكون منه و يتعجب مما يتعجبون منه و يصبر للغريب على الجفوة في منطقه و مسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم و يقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه و لا يقبل الثناء من مكافئ و لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام .
قال : قلت : كيف كان سكوته .
قال : كان سكوت رسول الله صلى الله عليه و سلم على أربع الحلم و الحذر و التقدير و التفكير فأما تقديره ففي تسويته النظر و الاستماع بين الناس و أما تذكره أو قال تفكيره ففيما يبقى و يفنى و جمع له الحلم و الصبر فكان لا يغضبه شيء و لا يستفزه و جمع له الحذر في أربع : .
أخذه بالحسنى ليقتدي به و تركه القبيح لينتهي عنه و اجتهاده في الرأي فيما هو أصلح لأمته و القيام لهم فيما جمع لهم الدنيا و الآخرة