وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الرابع من شعب الإيمان و هو باب في الإيمان بالقرآن المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و سائر الكتب المنزلة على الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزل على رسوله و الكتاب الذي أنزل من قبل } و قال : { والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله } و قال { و الذين يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك } و غير ذلك من الآيات في هذه المعنى و روينا في حديث ابن عمر عن عمر بن الخطاب Bه عن النبي صلى الله عليه و سلم حين سئل عن الإيمان فقال : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و الإيمان بالقرآن يتشعب شعبا فأولاها بأنه كلام الله تبارك و تعالى و ليس من وضع محمد صلى الله عليه و سلم و لا من وضع جبريل عليه السلام الثانية : الاعتراف بأنه معجز النظم لو اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثله لما يقدروا عليه و الثالثة : اعتقاد أن جميع القرآن الذي توفي النبي صلى الله عليه و سلم عنه هو هذا الذي في مصاحف المسلمين لم يفت منه شيء و لم يضع بنسيان ناس و لا ضلال صحيفة و لا موت قارئ و لا كتمان كاتم و لم يحرف منه شيء و لم يزد فيه حرف و لم ينقص منه حرف فأما الوجه الأول فإن الله عز و جل قال : { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } و قال : { و هذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه } و قال { لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا } و قال : { وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين } و قال : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } و معناه : و الله أعلم أنزلنا الرسول المودى له به فيكون الرسول منتقلا من علو إلى سفل مؤديا للكلام الذي حفظه و ذلك بين في الآية قبلها و هو أنه أخير أنه نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه و سلم ( فيكون جبريل عليه السلام منتقلا به من مقامه المعلوم إلى الأرض موديا له إلى محمد صلى الله عليه و سلم ) و أخبر في الآية قبلها أنه أنزله بعلمه و في الآية قبلها أنه من عنده لا من عند غيره و قال : { ألا له الخلق و الأمر } ففصل بين المخلوق و الأمر و لو كان الأمر مخلوقا لم يكن لتفصيله معنى و قال : { لولا كلمة سبقت من ربك } و السبق على الإطلاق يقتضي سبق كل شيء سواه و قال : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } فلو كان قوله مخلوقا تعلق بقول آخر و ذلك حكم ذلك القول حتى يتعلق بما لا يتناهى و ذلك محال قال الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك C فيما عسى أن يقال على هذا من السؤال الكلام على الحقيقة لا ينقل عنه إلا بدليل و قوله ( كن ) أمر بتكوين للمعدوم لا أمر تكليف بمنزله قوله : { كونوا حجارة } { كونوا قردة خاسئين } و يكون قوله ( كن ) متعلقا بما يكون في الوقت الذي يكون في المعلوم أنه يكون فيه فلا يكون ذلك الوقت إلا كان كما يكون نفسه سامعا للصوت وقت وجود الصوت و إن كان قبل ذلك سامعا أيضا إلا أنه يتعلق بالصوت وقت وجوده في أنه سمعه حينئذ لا قبله والفاء في قوله ( فيكون ) لا تقتضي أن يكون للتعقيب مع ما علق عليه لأن ذلك جواب ( إنما ) فكأنه قال لا يكون قوله ( كن ) متعلقا بما يكون إلا كان في الحال التي علم أنه يكون فيها و أن لا يوجب استقبال لأن ذلك مع ما بعده بمنزلة المصدر كما كان قوله : { و أن تصوموا خير لكم } معناه و الصيام خير لكم و ذلك لا يقتضي استقبالا قلنا و قد قال الله عز و جل في إثبات صفة الكلام لنفسه و نفي النفاد عنه : { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } و إنما ذكرها بلفظ الجمع على طريق التعظيم كقوله : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } قال البيهقي C قال : { و كلم الله موسى تكليما } فوكده بالتكرار و أخبر الله D بما كلم به موسى فقال : { يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري } إلى قوله : { و اصطنعتك لنفسي } و قال : { يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين } فهذا كلام سمعه موسى عليه السلام من ربه بإسماع الحق إياه بلا ترجمان كان بينه و بينه و دله بذلك على ربوبيته و دعاه إلى وحدانيته و عبادته و إقامة الصلاة لذكره و أخبره أنه اصطفاه لنفسه و اصطفاه برسالاته و بكلامه و أنه مبعوث إلى خلقه فمن زعم أنه إنما سمعه من غير الله عزو جل فقد زعم أن غير الله ادعى الربوبية لنفسه و دعا موسى إلى وحدانية نفسه و ذلك كفر و إن زعم أن ذلك الغير دعا إلى الله كذبه قوله : { إني أنا ربك } و { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني } و لكان ذلك الغير يقول : ( ربي و ربك فاعبده ) دل على أنه إنما سمعه ممن له الربوبية و الوحدانية و لأن الأمة اجتمعت مع سائر أهل الملل على أن موسى كان مخصوصا بفضل كلام الله عزو جل و لو كان إنما سمعه من مخلوق لم يكن له خاصية و لا مزية و لا فضل و لا شبه أن يكون من سمعه من جبريل أكثر خاصية منه لزيادة فضل جبريل على صوت يخلقه الله عز و جل في الوقت لموسى و قد روينا في حديث عمر بن الخطاب Bه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قصة مناظرة آدم و موسى قال : فقال آدم : لموسى : أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب لم يجعل الله بينك و بينه رسولا من خلقه