وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

256 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدرامي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن مطر Y فذكره .
و هو مخرج في كتاب مسلم .
و الإيمان بالبعث هو أن يؤمن بأن الله تعالى يعيد الرفات من أبدان الأموات و يجمع ما تفرق منها في البحار و بطون السباع و غيرها حتى تصير بهيئتها الأولى ثم يجمعها حية فيقوم الناس كلهم بأمر الله تعالى أحياء صغيرهم و كبيرهم حتى السقط الذي قد تم خلقه و نفخ فيه الروح فأما الذي لم يتم خلقه أو لم ينفخ فيه الروح أصلا فهو و سائر الأموات بمنزلة واحدة و الله تعالى أعلم .
و أما قول الله عز و جل في صفة القيامة : .
{ إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها } .
فإنما أراد الحوامل اللاتي لم يضعن أحمالهن فإذا بعثن أسقطن تلك الأحمال من فزع يوم القيامة ثم إن كانت الأحمال أحياء في الدنيا أسقطنها يوم القيامة أحياء و لا يتكرر عليها الموت و إن كانت الأحمال لم ينفخ فيها الروح في الدنيا أسقطنها أمواتا كما كانت لأن الإحياء إنما هو إعادة الحياة إلى من كان حيا فأميت و من لم يكن له في الحياة الدنيا نصين فلا نصيب له في الحياة الآخرة .
و قد ذكر الله عز و جل في غير آية من كتابه إثبات البعث منها قول الله عز و جل : .
{ أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم } .
و قال : { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير } .
فأحال بقدرته على إحياء الموتى على قدرته خلق السماوات و الأرض التي هي أعظم جسما من الناس .
و منها قوله عز و جل : .
{ قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } .
فجعل النشأة الأولى دليلا على جواز النشأة الآخرة لأنها في معناه ثم قال : .
{ الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون } .
فجعل ظهور النار على حرها و يبسها من الشجر الأخضر على نداوته و رطوبته دليلا على جواز خلقه الحياة من الرمة البالية و العظام النخرة و قد نبهنا الله عز و جل في غير آية من كتابه على إحياء الموتى بالأرض تكون حية تنبت و تنمى و تثمر ثم تموت فتصير إلى أن لا تنبت و تبقى خاشعة هامدة ثم تحيى فتصير إلى أن تنبت و تنمى و هو الفاعل لحياتها و موتها ثم حياتها فإذا قدر على ذلك لم يعحزه أن يميت الإنسان و يسلبه معاني الحياة ثم يعيدها إليه و يجعل كما كان .
و نبهنا على إحياء النطفة التي هي ميتة و خلق الحيوان منها على قدرته على إحياء الموتى فقال عز و جل : .
{ كيف تكفرون بالله و كنتم أمواتا فأحياكم } .
يعني نطفا في الأصلاب و الأرحام فخلقكم منها بشرا تنتشرون قال تعالى : .
{ ألم نخلقكم من ماء مهين * فجعلناه في قرار مكين * إلى قدر معلوم * فقدرنا فنعم القادرون } .
فأعملهم أنه إذا أخرج النطفة من صلب الأب فهي ميتة ثم إنه جل ثناؤه جعلها حية في رحم الأم يخلق من يخلف منها و يركب الحياة فيه فهذه إحياء ميتة في المشاهدة فمن يقدر على هذا لا يعجز عن أن يميت هذا الخلق ثم يعيده حيا ثم بسط هذا المعنى في آية أخرى .
فقال .
{ ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } .
و نبهنا على ذلك بخلق الحب و النوى فقال عز من قائل : .
{ إن الله فالق الحب و النوى يخرج الحي من الميت } .
و ذلك أن الحب إذا جف و يبس بعد انتهاء تمامه وقع اليأس من ازدياده فكذلك النوى إذا تناهى عظمه وجف و يبس كانا ميتين ثم إنهما إذا أودعا الأرض الحية فلقهما الله تعالى و أخرج منهما ما يشاهد من النخل و الزرع حيا ينشأ و ينمو إلى أن يبلغ غايته و يدخل في هذا المعنى البيضة تفارق البائض و يجري عليها حكم الموت ثم يخلق الله منها حيا فهل هذا إلا إحياء الميتة و هو أمر مشاهد و العلم به ضرورة .
و قد نبهنا الله عز و جل على إحياء الموتى بما أخبر من اراءة إبراهيم عليه السلام إحياء الأموات و قد نقلته عامة أهل الملل .
و بما أخبر به عن الذين أخرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله : موتوا ثم أحياهم .
و بما أخبر به عن الذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها ؟ فأماته الله مائة عام ثم بعثه .
و بما أخبر به عن عصا موسى عليه السلام و قلبه إياه حية ثم أعادتها خشبة ثم جعلها عند محاجة السحرة حية ثم اعادتها خشبة و قد أشركت عامة أهل الملل في نقله .
و بما أخبر به من شأن أصحاب الكهف الذين ضرب على آذانهم زيادة على ثلاثمائة سنة ثم أحياهم ليدل قومهم عند ما أعثر عليهم على أن ما أنذروا به من البعث بعد الموت حق لا ريب فيه و قد نقلنا الآثار في شرح ذلك في الأول من كتاب البعث و النشور